فِي
ذَاتِ صَبَاحٍ مُشْرِقٍ، بَدَأَتْ بَوَادِرُ ٱلتَّوَتُّرِ تَظْهَرُ فِي ٱلْأُفُقِ،
عِنْدَمَا لَاحَظَتِ ٱلْقُرُودُ نَقْصًا غَيْرَ مَعْهُودٍ فِي ٱلْفَاكِهَةِ
ٱلَّتِي كَانَتْ تُشَكِّلُ جُزْءًا أَسَاسِيًّا مِنْ غِذَائِهِمْ. كَانَ أَحَدُ
ٱلْقُرُودِ، وَيُدْعَىٰ زِيزُو، يُشِيرُ بِأَصَابِعِ ٱلِٱتِّهَامِ نَحْوَ كُوكُو،
مُدَّعِيًا أَنَّهُ كَانَ يُهْدِرُ ٱلطَّعَامَ.
ٱجْتَمَعَ
ٱلْقِرَدَةُ ذَاتَ مَسَاءٍ لِلتَّبَاحُثِ حَوْلَ ٱلْمُشْكِلَةِ، وَتَصَدَّرَ
زِيزُو ٱلْمَوْقِفَ مُطَالِبًا بِتَغْيِيرَاتٍ فِي ٱلْقِيَادَةِ، مُؤَكِّدًا
أَنَّهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُودَ ٱلْمَجْمُوعَةَ إِلَىٰ مَكَانٍ فِيهِ وَفْرَةٌ
مِنَ ٱلطَّعَامِ. وَلَكِنَّ كُوكُو ظَلَّ وَاثِقًا وَمُطْمَئِنًّا لِلْقُرُودِ
أَنَّ ٱلنَّقْصَ مُؤَقَّتٌ وَسَيَتَحَسَّنُ قَرِيبًا.
بَعْدَ
أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ، ٱكْتَشَفَ ٱلْجَمِيعُ أَنَّ زِيزُو كَانَ يُخَزِّنُ
ٱلْفَاكِهَةَ لِنَفْسِهِ فِي مَكَانٍ مُخْفَىٰ. هَذَا ٱلْكَشْفُ أَثَارَ غَضَبَ
ٱلْقُرُودِ ضِدَّ زِيزُو، مِمَّا أَدَّىٰ إِلَىٰ تَفَاقُمِ ٱلتَّوَتُّرِ بَيْنَهُ
وَبَيْنَ كُوكُو.
وَمَعَ
ذَلِكَ، حَاوَلَ كُوكُو بِحِكْمَتِهِ ٱلتَّقْلِيلَ مِنَ ٱلتَّوَتُّرِ وَٱقْتَرَحَ
فَتْحَ مَخْزُونِ زِيزُو أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ لِيُشَارِكُوا فِي حَلِّهِ. وَلَكِنَّ
زِيزُو رَفَضَ بِشِدَّةٍ، مُحَرِّضًا بَعْضَ ٱلْقُرُودِ ضِدَّ كُوكُو.
ٱزْدَادَتْ
حِدَّةُ ٱلتَّوَتُّرِ عِنْدَمَا قَرَّرَ زِيزُو وَبَعْضُ أَتْبَاعِهِ مُهَاجَمَةَ
كُوكُو أَثْنَاءَ ٱللَّيْلِ. وَلَكِنَّ كُوكُو ٱسْتَعَدَّ مُسْبَقًا بِمُسَاعَدَةِ
أَصْدِقَائِهِ ٱلْمُقَرَّبِينَ، وَقَاوَمَ ٱلْهُجُومَ بِشَجَاعَةٍ كَبِيرَةٍ.
بَدَأَتِ
ٱلْمُوَاجَهَةُ تَأْخُذُ مَنْحًى عَدَائِيًّا عِنْدَمَا بَدَأَ زِيزُو فِي نَشْرِ
ٱلْأَكَاذِيبِ بِأَنَّ كُوكُو كَانَ يُخَطِّطُ لِلْهُرُوبِ وَتَرْكِهِمْ، مِمَّا
دَفَعَ بَعْضَ ٱلْقُرُودِ إِلَى ٱلِٱنْقِلَابِ ضِدَّ كُوكُو.
حَتَّىٰ
عَشِيَّةَ هَذَا ٱلْيَوْمِ ٱلْمَشْؤُومِ، قَرَّرَ كُوكُو مُحَاوَلَةً أَخِيرَةً
لِلسَّلَامِ فَجَلَبَ ٱلْقُرُودَ جَمِيعًا لِلِٱجْتِمَاعِ فِي ٱلْمَوْقِعِ
ٱلْمُعْتَادِ.
خِلَالَ
ٱلِٱجْتِمَاعِ، وَبِأُسْلُوبِهِ ٱلرَّزِينِ، حَاوَلَ كُوكُو تَهْدِئَةَ
ٱلْأَوْضَاعِ وَفَتْحَ ٱلْمَجَالِ لِلتَّفَاهُمِ، مُتَوَسِّلًا أَنْ تَسُودَ رُوحُ
ٱلْجَمَاعَةِ مِنْ جَدِيدٍ.
وَلَكِنَّ
زِيزُو ٱلَّذِي كَانَ يُدْرِكُ بِأَنَّ ٱلْأُمُورَ لَنْ تَكُونَ فِي صَالِحِهِ
حَاوَلَ زَرْعَ ٱلْفِتْنَةِ مَرَّةً أُخْرَىٰ وَنَشْرَ ٱلْفَوْضَىٰ أَثْنَاءَ
ٱلِٱجْتِمَاعِ.
فِي
خِضَمِّ ٱلِٱضْطِرَابِ ٱلَّذِي أَحْدَثَهُ زِيزُو، ظَهَرَ ٱلْقِرْدُ ٱلرَّمَادِيُّ
ٱلْعَجُوزُ، أَكْبَرُ ٱلْقُرُودِ سِنًّا وَأَكْثَرُهُمْ حِكْمَةً، لِيَطْلُبَ مِنَ
ٱلْجَمِيعِ ٱلسَّلَامَ وَٱلْإِنْصَاتَ بِحِكْمَةٍ.
بَيْنَمَا
كَانَتِ ٱلْقُرُودُ تَحْتَدِمُ ٱلنِّقَاشَاتُ بَيْنَهَا، تَقَدَّمَ زِيزُو
غَاضِبًا نَحْوَ كُوكُو وَبَدَأَ فِي تَحَدِّيهِ وَتَعَمَّقَتِ ٱلْخِلَافَاتُ
حَتَّىٰ وَصَلَ ٱلْأَمْرُ إِلَىٰ ٱسْتِخْدَامِ ٱلْعُنْفِ.
لَمْ
يَكُنْ زِيزُو يَتَوَقَّعُ أَنْ يَصِلَ ٱلْأَمْرُ إِلَىٰ هَذِهِ ٱلدَّرَجَةِ
وَلَكِنَّهُ وَجَدَ نَفْسَهُ مَدْفُوعًا بِحِقْدِهِ وَغَضَبِهِ لِلشُّرُوعِ فِي
ٱلْقِتَالِ ٱلْأَخِيرِ مَعَ كُوكُو.
أَثْنَاءَ
ٱلْقِتَالِ ٱلْعَنِيفِ ٱلَّذِي ٱسْتَمَرَّ لِوَقْتٍ طَوِيلٍ، حَاوَلَ كُلٌّ مِنْ
كُوكُو وَزِيزُو فَرْضَ سَيْطَرَتِهِمَا، مِمَّا أَصَابَ ٱلْجَمِيعَ بِٱلذُّهُولِ
وَٱلْخَوْفِ عَلَىٰ مَصِيرِ ٱلْغَابَةِ بِأَكْمَلِهَا.
فِي
لَحْظَةٍ مِنَ ٱلْحَسْمِ، وَبَعْدَ صِرَاعٍ طَوِيلٍ، تَمَكَّنَ زِيزُو مِنْ
تَوْجِيهِ ضَرْبَةٍ قَاتِلَةٍ لِكُوكُو، ٱلَّذِي سَقَطَ وَهُوَ يَحْمِلُ
ٱبْتِسَامَةً رَاضِيَةً عَلَىٰ وَجْهِهِ.
عِنْدَمَا
رَأَى ٱلْقُرُودُ ٱلْآخَرُونَ تَضْحِيَةَ كُوكُو وَرُوحَهُ ٱلشُّجَاعَةَ ٱلَّتِي
ٱسْتَمَرَّتْ حَتَّىٰ ٱلنِّهَايَةِ، أَدْرَكُوا أَنَّهُمْ كَانُوا عَلَىٰ خَطَأٍ،
وَهَزَمُوا زِيزُو فِي مَجْدِهِ ٱلْمُؤَقَّتِ.
شاهد القصة على يوتيوب
https://youtu.be/rMWCPoYEcu8