الأرنب الفضولي والثعبان المعلم

الأرنب الفضولي والثعبان المعلم

الأرنب الفضولي والثعبان المعلم
المشهد الأول:

في غابة هادئة تحيطها الأشجار الكثيفة والبِرَك الصغيرة، عاش ثعبان حكيم يُدعى سليم. لم يكن كسائر الثعابين، بل اشتهر بحكمته وقدرته على معالجة الحيوانات بمهارة لا مثيل لها. كان لديه مكان صغير بين الأشجار، تملؤه الأعشاب الطبية والزهور النادرة التي يجمعها بعناية.
في صباح أحد الأيام، وبينما كان سليم يرتب أعشابه، لاحظ ظلاً يقترب منه بخطى مترددة.

المشهد الثاني:

كان الطائر الصغير يتهاوى على الأرض، جناحه مغطى بالدماء. اقترب الطائر منه وقال بصوت ضعيف: "ساعدني... لا أستطيع الطيران."
تفحص سليم الجرح وقال بهدوء: "لا تقلق، ستكون بخير. لكن هذا سيحتاج لبعض الوقت والصبر."
بدأ سليم بتنظيف الجرح مستخدمًا أعشابًا ذات رائحة قوية. كان الطائر يتألم ولكنه استمر في التحديق بسليم بثقة، وشيئًا فشيئًا شعر بالراحة. بعد انتهاء العلاج، قال سليم: "ستحتاج للراحة الآن. لا تتعجل الطيران."

المشهد الثالث:

مكث الطائر يومين بجوار سليم حتى تعافى تمامًا. وقبل أن يطير شكر سليم قائلاً: "لقد منحتني حياة جديدة. سأخبر الجميع عنك."
وبالفعل، بدأت الحيوانات تتحدث عن الثعبان الحكيم الذي يساعد الجميع دون مقابل. أصبح مكانه معروفًا، وكانت الحيوانات تتوافد إليه من كل أرجاء الغابة.

المشهد الرابع:

في يوم مشمس، وبينما كان سليم مشغولًا بتحضير دواء جديد، سمع صوتًا يناديه: "سليم! سليم!"
كان أرنبًا صغيرًا يقف بعيدًا، يبدو عليه الحماس والخجل في آنٍ واحد. اقترب الأرنب وقال: "سمعت أنك شفيت الطائر. هل يمكنني أن أتعلم منك؟"
ابتسم سليم وقال: "التعلم ليس سهلاً، لكنه ممكن إذا كنت مستعدًا لبذل الجهد." هز الأرنب رأسه بحماس قائلاً: "سأبذل قصارى جهدي!"

المشهد الخامس:

بدأ سليم تعليم الأرنب أسرار الأعشاب وكيفية استخدامها في العلاج. في البداية، كان الأرنب يرتكب الأخطاء، لكن سليم كان صبورًا معه.
في أحد الأيام، جاء ثعلب مصاب بساقه إلى سليم، لكن سليم قال للأرنب: "هذه فرصتك لتثبت مهاراتك."
تردد الأرنب في البداية، لكنه تذكر تعليمات سليم. بدأ بتنظيف الجرح ووضع الدواء، وكان الثعلب يراقبه بدهشة. بعد الانتهاء، قال الأرنب: "كيف تشعر الآن؟" أجاب الثعلب مبتسمًا: "أشعر بتحسن كبير. أحسنت يا صغير!"

المشهد السادس:

مع مرور الأيام، أصبح الأرنب مساعدًا موثوقًا لسليم. كان يرافقه في علاج الحيوانات ويتعلم المزيد كل يوم. سرعان ما بدأت الحيوانات تثق به تمامًا كما تثق بسليم.

المشهد السابع:

ذات يوم، شعر سليم بأن الوقت قد حان للتقاعد. جمع الأرنب وقال له: "لقد تعلمت كل ما أعرفه. حان الوقت لتتولى المسؤولية."
تفاجأ الأرنب وقال: "لكن الغابة تحتاجك!"
رد سليم بابتسامة: "وأنا أثق أنك ستكون الحكيم الجديد. لقد أصبحت جاهزًا."

المشهد الأخير:

ودّع سليم الغابة بهدوء، تاركًا خلفه تلميذه الذي أصبح مثالًا للحكمة والخير. أصبح الأرنب يستقبل الحيوانات بابتسامة ويعالجهم بكل حب، تمامًا كما علّمه معلمه سليم. وبهذا استمرت روح الحكمة والعطاء في الغابة جيلاً بعد جيل.
أبو ياسر المغربي
أبو ياسر المغربي
تعليقات