السوق القديمة في بغداد

يبدأ المشهد من زاوية المدخل الرئيسي للسوق القديمة في بغداد. تصطف المحلات على جانبي الطريق الضيق، تتدلى من واجهاتها أقمشة ملونة وسلع متنوعة. الباعة ينادون على زبائنهم، فيخترق صوتهم ضجيج الناس الذين يتجولون بين المحلات. الجو مليء برائحة التوابل، الأعشاب، والمأكولات الشعبية. المسافرون يمرون بين المحلات، بينما الأصوات المتنوعة من الحرفيين في ورشهم تملأ الأجواء.

ننتقل إلى جزء من السوق حيث يتركز بيع العبايات والمشغولات اليدوية. المحلات مليئة بالأقمشة الفاخرة، والتطريزات الدقيقة التي تزين العبايات. يتنقل الزبائن بين الأرفف ويستعرضون الملابس التي تعرض بألوان متنوعة. في زاوية أخرى، نجد الحرفيين الذين يعملون على إعداد المجوهرات التقليدية، حيث يلامس الذهب والفضة بين أيديهم، بينما بعضهم يعرض القطع الذهبية الجديدة التي تلمع تحت الضوء الخافت للسوق.

يبدأ الليل في الانحدار، وتتناثر الأنوار في السوق. تصبح الأجواء أكثر هدوءًا مع قدوم الليل، ولكن الحياة لا تتوقف. يظل الباعة الجائلون مستمرين في مناداة الزبائن، بينما يمر الناس بين المحلات بشكل غير مستعجل. البعض يجلس في المقاهي الصغيرة، يحتسون الشاي الساخن في أكواب من الفخار، بينما ينساب دخان الشيشة في الهواء، ممتزجًا مع رائحة الخبز الطازج.

ننتقل إلى الجزء الخلفي من السوق حيث الورش الصغيرة التي يعمل فيها الحرفيون. تجد هناك الحرفيين الذين يصنعون الأدوات المنزلية من النحاس والحديد، وكذلك الذين ينسجون السجاد اليدوي. يزدحم المكان بالدخان وأصوات المطرقة التي تدق المعادن، بينما تُعرض المنتجات التقليدية التي تتميز بها هذه الورش للبيع على الأرصفة.

مع الفجر، يبدأ السوق في الاستعداد ليوم جديد. يفتح الباعة محلاتهم ويمسحون الأرفف بعناية، بينما يتجه الناس إلى السوق باحثين عن سلع جديدة. يملأ صوت الزبائن الذين يتفاوضون على الأسعار الجو مرة أخرى، وتظهر الملامح الحقيقية للسوق القديمة في بغداد كوجهة مميزة في المدينة.

هذه المشاهد تعكس التنوع والحياة اليومية في السوق القديمة، من حركة الأسواق إلى تفاصيل صغيرة عن الحرفيين، مما يخلق صورة حية للمكان.