السلحفاة المسكين

السلحفاة المسكين

السلحفاة المسكين

في غابةٍ خضراءَ جميلة، عاشت سلحفاةٌ صغيرةٌ تُدعى "توتا". كانت بطيئةً جدًا مقارنةً بباقي الحيوانات، وكان هذا الأمر يسبب لها الحزن. كلما حاولت اللحاق بأصدقائها الأرانب والغزلان، وجدتهم قد سبقوها بمسافات بعيدة، فضحكوا عليها وسخروا منها قائلين:


"
هيا يا توتا! ربما تصلين إلينا في العام القادم!"

كانت توتا حزينةً جدًا، لكنها لم تكن ترد الإساءة، بل تكتفي بالابتسام وتواصل طريقها بهدوء. وفي أحد الأيام، بينما كانت تمشي بجانب البحيرة، سمعت ضوضاءً وصراخًا قادمين من أعماق الغابة. اقتربت بحذر، فرأت أرنبًا صغيرًا عالقًا في حفرةٍ عميقة، وكان يبكي طالبًا المساعدة.

حاولت الحيوانات السريعة مساعدته، لكن الأرض كانت زلقةً، وكلما اقترب أحدهم انزلق وكاد يسقط. عندها، فكرت توتا بحلٍّ ذكي، فقد كانت تمتلك درعًا قويًا على ظهرها، فاقتربت ببطءٍ شديد، وربطت طرف الحبل بشجرةٍ كبيرة، ثم تدحرجت بحذر داخل الحفرة، وطلبت من الأرنب أن يتمسك بها.

بفضل ثقلها وثباتها، استطاع الأرنب الصعود دون أن تنزلق توتا. وحين خرج، صفق الجميع لتوتا وهتفوا:

"أنتِ بطلةٌ يا توتا! قد تكونين بطيئة، لكن حكمتكِ وشجاعتكِ أنقذتنا!"

منذ ذلك اليوم، توقفت الحيوانات عن السخرية من توتا، وأصبح الجميع يُقدّرها ويحترمها، لأنها أثبتت أن البطء قد يكون ميزةً في بعض الأحيان، وأن الذكاء أهم من السرعة! 🐢💚 

أبو ياسر المغربي
أبو ياسر المغربي
تعليقات