الْأَرْنَبِ وَالسُّلَحْفَاةِ
فِي غَابَةٍ بَعِيدَةٍ، كَانَ هُنَاكَ أَرْنَبٌ سَرِيعٌ جِدًّا يُدْعَى رِيكُو، وَكَانَ يَفْخَرُ بِسُرْعَتِهِ وَيَتَبَاهَى أَمَامَ بَاقِي الْحَيَوَانَاتِ. كَانَ دَائِمًا يَتَذَكَّرُ سِبَاقَهُ الشَّهِيرَ مَعَ السُّلَحْفَاةِ الْعَجُوزِ، الَّذِي خَسِرَهُ لِأَنَّهُ اسْتَهَانَ بِهَا وَغَفَا خِلَالَ السِّبَاقِ.
وَفِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ، ظَهَرَتْ فِي الْغَابَةِ سُلَحْفَاةٌ جَدِيدَةٌ تُدْعَى لُولَا. كَانَتْ مُخْتَلِفَةً جِدًّا، لَا تَمْشِي بِبُطْءٍ كَالْبَقِيَّةِ، بَلْ كَانَتْ تَعْرِفُ حِيلَةً ذَكِيَّةً لِتَسْتَعِينَ بِهَا فِي السِّبَاقَاتِ.
عِنْدَمَا عَلِمَ رِيكُو بِوُجُودِهَا، قَالَ بِاِسْتِهْزَاءٍ: هَلْ تَظُنِّينَ أَنَّكِ سَتَكُونِينَ أَسْرَعَ مِنِّي؟ لَا يَزَالُ الأَرْنَبُ أَسْرَعَ مَخْلُوقٍ فِي الْغَابَةِ.
اِبْتَسَمَتْ لُولَا وَقَالَتْ: لِنَرَ ذَلِكَ! مَا رَأْيُكَ فِي سِبَاقٍ جَدِيدٍ؟
اِنْدَهَشَ كُلُّ حَيَوَانَاتِ الْغَابَةِ، وَتَجَمَّعُوا لِرُؤْيَةِ هَذَا السِّبَاقِ.
بِدَايَةُ السِّبَاقِ
وَقَفَ رِيكُو وَلُولَا عِنْدَ خَطِّ الْبِدَايَةِ، وَصَاحَ الثَّعْلَبُ: وَاحِد، اِثْنَان، ثَلَاثَة… انْطِلَاق.
قَفَزَ رِيكُو بِسُرْعَةٍ كَبِيرَةٍ، وَتَرَكَ لُولَا وَرَاءَهُ. لَكِنَّ لُولَا كَانَتْ تُحَرِّكُ أَرْجُلَهَا بِهُدُوءٍ وَثِقَةٍ. بَعْدَ بَعْضِ الدَّقَائِقِ، أَلْقَى رِيكُو نَظْرَةً وَرَاءَهُ، وَرَآهَا تَسِيرُ بُبْطْءٍ، فَقَالَ فِي نَفْسِهِ: مِنَ الْمُسْتَحِيلِ أَنْ تَلْحَقَ بِي! يُمْكِنُنِي الْاِسْتِرَاحَةُ قَلِيلًا.
جَلَسَ رِيكُو تَحْتَ شَجَرَةٍ، وَقَرَّرَ أَنْ يَأْخُذَ قَيْلُولَةً قَصِيرَةً، كَمَا فَعَلَ مِنْ قَبْلِ فِي السِّبَاقِ الأَوَّلِ. وَفِي هَذَا الوَقْتِ، أَخْرَجَتْ لُولَا زَلَّاجَةً صَغِيرَةً كَانَتْ تُخَبِّئُهَا تَحْتَ ظَهْرِهَا.
قَفَزَتْ عَلَى الزَّلَّاجَةِ، وَبِسُرْعَةِ الرِّيَاحِ، بَدَأَتْ تَنْزَلِقُ عَلَى المُنْحَدَرِ الطَّوِيلِ الَّذِي كَانَ يُؤَدِّي إِلَى خَطِّ النِّهَايَةِ!
النِّهَايَةُ الْمُفَاجِئَةُ
عِنْدَمَا اِسْتَيْقَظَ رِيكُو، رَأَى جَمَاهِيرَ الْحَيَوَانَاتِ تُهَلِّلُ وَتُصَفِّقُ! نَظَرَ أَمَامَهُ، وَصُدِمَ عِنْدَمَا وَجَدَ لُولَا وَصَلَتْ إِلَى خَطِّ النِّهَايَةِ أَوَّلًا!
صَاحَ فِي دَهْشَةٍ: لَكِنْ… كَيْفَ؟!
ضَحِكَتْ لُولَا وَقَالَتْ: لَيْسَتِ السُّرْعَةُ فَقَطْ مَا يَجْعَلُكَ فَائِزًا، بَلْ الذَّكَاءُ أَيْضًا! تَعَلَّمْتُ مِنْ سِبَاقِك مَعَ السُّلَحْفَاةِ الْعَجُوزِ، وَقَرَّرْتُ أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَ ذَكَاءً.
اِعْتَرَفَ رِيكُو بِهِزِيمَتِهِ وَقَالَ: يَبْدُو أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيَّ أَنْ أَتَعَلَّمَ أَنَّ الْفَائِزَ لَيْسَ دَائِمًا الأَسْرَعُ، وَإِنَّمَا مَنْ يَسْتَخْدِمُ عَقْلَهُ بِحِكْمَةٍ!
وَمُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ، أَصْبَحَ رِيكُو وَلُولَا صَدِيقَيْنِ، وَصَارَا يُعَلِّمَانِ حَيَوَانَاتِ الْغَابَةِ أَنَّ السُّرْعَةَ لَا تَكْفِي لِكَي تَكُونَ فَائِزًا، بَلْ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ ذَكِيًّا أَيْضًا!
النِّهَايَةُ 🐇🐢