أسرار الكوكب المنسي
![]() |
أسرار الكوكب المنسي |
رحلة إلى أركان-7
في عام 2147، وبعد سنوات من البحث المستمر عن كواكب صالحة للحياة، تمكنت وكالة الفضاء الدولية من تحديد كوكب جديد يُدعى "أركان-7"، يبعد ملايين السنين الضوئية عن الأرض. كان الاكتشاف مذهلًا، فبيئة الكوكب بدت مشابهة إلى حد ما للأرض، لكن الغموض كان يحيط به، إذ التقطت المجسات إشارات غير مفهومة صادرة من سطحه.
تم تجهيز فريق خاص على متن المركبة الفضائية "إكسودوس-9"، بقيادة الكابتن آدم رايدر، إلى جانب العالمة ليلى ناصر، والمهندس إلياس فريد، والضابط ريان كوبر. كان هدفهم استكشاف "أركان-7" والكشف عن سر الإشارات القادمة منه.
الهبوط على الكوكب
عند اقترابهم من سطح "أركان-7"، بدت المدينة التي كانت تظهر في صور الأقمار الصناعية كأنها مهجورة منذ قرون. لكن عندما هبطوا، شعروا بشيء غريب، وكأن المدينة لم تكن خالية تمامًا.
بدأ الفريق في استكشاف المنطقة، فاكتشفوا هياكل ضخمة مصنوعة من معدن غير معروف، تنبض بطاقة غامضة. وبينما كانوا يسجلون ملاحظاتهم، بدأت أصوات غريبة تتردد في أجهزة الاتصال الخاصة بهم، رغم عدم وجود أي مصدر واضح لها.
الاكتشاف الصادم
داخل أحد المباني الضخمة، عثر الفريق على غرفة مليئة بشاشات تعرض صورًا من الماضي، وكأن المدينة كانت مسكونة بكائنات ذكية. فجأة، اشتعلت الشاشات، وظهرت أمامهم صورة لكائنات معدنية ذات أعين زرقاء متوهجة.
ظهر كيان ضوئي أمامهم وقال بلغة مفهومة عبر أجهزة الترجمة: "أنتم دخلتم مدينتنا. هل أتيتم كأصدقاء أم غزاة؟"
بدهشة، حاول الكابتن آدم التحدث معهم، موضحًا أنهم مجرد مستكشفين، لكن الكيان حذرهم: "أنتم تحملون خطرًا، مثل من جاءوا قبلكم. إذا لم تغادروا الآن، فلن تستطيعوا المغادرة أبدًا."
الخطر يقترب
قبل أن يتمكنوا من الرد، بدأت المدينة تهتز بقوة، وظهرت كائنات معدنية من كل مكان. بدت وكأنها تتحرك ككيان واحد، كجيش يحمي موطنه.
ركض الفريق عائدين إلى المركبة، لكن طريقهم كان محاصرًا. استخدم ريان سلاحًا طاقيًا لمحاولة إيقاف الكائنات، لكن الأسلحة لم تكن فعالة. أدركت ليلى أن هذه الكائنات تتفاعل مع الطاقة، فاقترحت استخدام نبض كهرومغناطيسي لتعطيلها مؤقتًا.
بسرعة، قام إلياس بتعديل نظام الطاقة في المركبة، وأطلقوا نبضة قوية شلت حركة الكائنات للحظات، مما سمح لهم بالهروب نحو السفينة.
الهروب المثير
مع إقلاعهم السريع، بدأ الكوكب بإطلاق إشعاعات غريبة، وكأن المدينة تحاول منعهم من المغادرة. بالكاد تمكنوا من اختراق الغلاف الجوي والعودة إلى الفضاء. لكن قبل مغادرتهم تمامًا، لاحظت ليلى أن أحد الشاشات في السفينة تعرض ضوءًا أزرق غامضًا.
لم يدركوا حينها أن شيئًا ما قد عاد معهم...
العودة إلى أركان-7
بعد أسابيع من عودتهم إلى الأرض، بدأ أفراد طاقم "إكسودوس-9" يعانون من رؤى غريبة وكوابيس متكررة. كان الضوء الأزرق الذي ظهر على شاشة السفينة مجرد بداية. شيئًا فشيئًا، بدأوا يسمعون أصواتًا غامضة، ورؤية انعكاسات غريبة في المرايا، وكأن الكيان الذي عاد معهم كان يحاول التواصل.
البداية الجديدة
في إحدى الليالي، اختفى الكابتن آدم رايدر دون أي أثر. جميع كاميرات المراقبة في محطة الفضاء الأرضية تعطلت في اللحظة التي اختفى فيها، تاركًا الفريق في حالة من الذعر. لم يكن هناك أي تفسير منطقي، لكن ليلى وإلياس أدركا أن اللغز لم يُحل بعد.
بدأت وكالة الفضاء تحليل بيانات الرحلة، فاكتشفوا إشارات غير مألوفة قادمة من بقايا الكوكب "أركان-7"، رغم اعتقادهم أن المدينة قد دُمّرت بالكامل. لم يكن أمامهم سوى حل واحد: العودة إلى هناك.
العودة إلى المجهول
بعد تجهيز مركبة جديدة، "إكسودوس-10"، انطلق الفريق من جديد، هذه المرة برفقة وحدة عسكرية صغيرة. عند وصولهم إلى مدار "أركان-7"، لم يجدوا الكوكب كما تركوه. كانت المدينة قد بدأت في إعادة تكوين نفسها، وكأنها لم تتضرر أبدًا.
هبطوا بحذر، لكن ما رأوه كان مرعبًا: كائنات معدنية جديدة، أكثر تطورًا، وأكثر عددًا، كانت تنتظرهم وكأنها كانت تتوقع عودتهم.
مفاجأة غير متوقعة
قبل أن يتمكن الفريق من تنفيذ أي خطة، ظهر أمامهم آدم رايدر، لكنه لم يكن آدم الذي يعرفونه. كان جزءًا من النظام الآن، عيناه تضويان باللون الأزرق المشؤوم، وصوته مزيج بين البشري والآلي.
قال بصوت بارد: "لم يكن عليكم العودة... لكن بما أنكم هنا، فقد حان وقت التطور."
في تلك اللحظة، بدأت المدينة بأكملها في التفاعل معهم، وكأنها كيان واحد ضخم. حاول الفريق الفرار، لكن المركبة تعطلت بسبب موجة طاقة مفاجئة.
المعركة الأخيرة
لم يكن هناك خيار سوى القتال. باستخدام تقنية متقدمة كانوا قد طوروها قبل عودتهم، أطلقوا نبضات طاقة مصممة خصيصًا لتعطيل الكائنات المعدنية. لكن آدم، أو ما تبقى منه، كان مختلفًا. لم يتأثر بالنبضات، بل أصبح أكثر قوة.
أدركت ليلى أن الحل الوحيد هو تدمير نواة المدينة، والتي كانت المصدر الحقيقي للطاقة المسيطرة على هذه الكائنات. تسلل الفريق نحو مركز المدينة، متجنبين الهجمات المتتالية، حتى وصلوا إلى غرفة ضخمة مليئة بأضواء نابضة.
التضحية الكبرى
في تلك اللحظة، ظهر آدم مرة أخرى، هذه المرة محاولًا منعهم من تدمير النواة. لكن إلياس تمكن من زرع قنبلة طاقة قوية، بينما حاول ريان وكتيبة الجنود إبقاء آدم مشغولًا.
قال إلياس: "آدم، إذا كان هناك أي جزء بشري متبقٍ فيك... سامحنا."
مع آخر ثانية قبل الانفجار، نظرت ليلى إلى آدم ورأت للحظة لمحة من الإنسان الذي كان عليه سابقًا. ثم انفجرت النواة.
النهاية... أم البداية؟
تمكن الفريق من الفرار في اللحظة الأخيرة، وعند صعودهم إلى مدار الكوكب، رأوا المدينة تنهار بالكامل. لكن لم يكن هناك أثر لجثة آدم.
عند عودتهم إلى الأرض، ظنوا أن كل شيء قد انتهى... حتى ظهرت نقطة ضوء زرقاء أخرى، هذه المرة على معصم ليلى.
هل انتهت الحرب فعلًا؟ أم أن "أركان-7" قد وجد طريقًا جديدًا للبقاء؟