التقرير السري عن كوكب الأرض
🛸 المحقق الفضائي: زُرغُوب بن زِغزَاغ
📍 الموقع: الأرض، ذلك الكوكب الأزرق الغريب
🚀 الوصول إلى الأرض
هبطتُ في الليل، لأن الأبحاث السابقة أظهرت أن البشر يخافون أقل في هذا التوقيت، رغم أن بعضهم يُصرّ على صناعة أفلام عن "الأشياء التي تخرج ليلاً لتأكلهم". كنت أتوقع أن يتم استقبالي بالأسلحة والهتافات المعادية، لكن العكس تمامًا حدث…
هبطتُ وسط مهرجان يسمى "كوميك كون". وبينما كنت أخرج من سفينتي الفضائية، صرخ شخص يرتدي زيًّا غريبًا:
• "واو! زيّك الواقعي مذهل! من أين اشتريته؟!"
وهكذا، وجدت نفسي محاطًا بالبشر الذين يظنون أنني جزء من "عرض ترفيهي". أخذوا صورًا معي، وواحد منهم أعطاني مشروبًا أسماه "كوكاكولا" وقال لي: "مرحبًا بك في الأرض!"
وهكذا بدأتُ رحلتي لفهم هذه المخلوقات الغريبة…
📌 الفصل الأول: البشر يخترعون مشاكل لحياتهم
من أول الأشياء التي لاحظتها هو أن البشر يحبون تعقيد حياتهم. لديهم اختراعات مذهلة—طائرات تطير، هواتف تنقل أصواتهم عبر القارات، آلات قادرة على طهي الطعام في ثوانٍ—لكن رغم ذلك، لا يزالون يشكون طوال الوقت!
رأيت بشريًا يجلس في مقهى، يشرب قهوة فاخرة ثمنها يعادل راتب عامل في دولة أخرى، ثم قال متذمرًا:
• "حياتي صعبة جدًا! الإنترنت هنا بطيء!"
ثم أخرج جهازًا صغيرًا يسمى "الهاتف الذكي"، وبدأ يكتب رسالة غاضبة عن بطء الإنترنت، يرسلها عبر الإنترنت نفسه.
كتبتُ في تقريري:
"البشر يملكون كل شيء، لكنهم لا يشعرون بالرضا أبدًا. يقضون حياتهم في الشكوى بدلاً من الاستمتاع بما لديهم."
📌 الفصل الثاني: الإنسان كائن مُبرمج، لكنه يظن أنه ذكي
قررتُ دراسة البشر بشكل أعمق، فدخلتُ أحد معابدهم المسماة "المدرسة"، حيث يُجبرون صغارهم على الجلوس لعدة ساعات والاستماع إلى بشر آخر يتحدث عن أشياء غير مفيدة.
في أحد الدروس، سمعتُ المعلّم يقول:
• "التاريخ يُعيد نفسه، ومن لا يتعلم منه سيكرر أخطاء الماضي!"
المفارقة هي أن البشر يعرفون أنهم يعيدون أخطاء الماضي، لكنهم يستمرون بفعلها على أي حال! الحروب، الجشع، الظلم… كل هذا تكرّر عدة مرات، لكنهم لا يزالون يعتقدون أنهم أذكى من أسلافهم.
كتبتُ في تقريري:
"البشر يشبهون آلات مليئة بالأخطاء البرمجية، يعرفون المشكلة لكنهم لا يصلحونها."
📌 الفصل الثالث: البشر يملكون أدمغة، لكنهم لا يستخدمونها دائمًا
ذهبتُ إلى مدينة ضخمة مليئة بالأضواء واللافتات، وهناك رأيت شيئًا مدهشًا: البشر يعبدون شاشاتهم الصغيرة أكثر من أي شيء آخر!
في أحد المقاهي، جلس رجل وامرأة متقابلين، لكن بدلاً من الحديث، كان كل منهما مشغولًا بهاتفه. اقتربتُ منهما وسألتهما:
• "هل تتواصلان عبر التخاطر الذهني؟"
• فقال الرجل دون أن يرفع رأسه: "لا، نحن مشغولون بتصفح الإنستغرام."
• فسألته: "لكن… أنتما معًا بالفعل، لماذا تحتاجان لرؤية صور أشخاص آخرين؟"
• فقالت المرأة: "لأن الحياة الحقيقية مملة، بينما الإنستغرام ممتع!"
كتبتُ في تقريري:
"البشر يعيشون في عالم حقيقي، لكنهم يفضّلون عالمًا افتراضيًا مليئًا بالأوهام."
📌 الفصل الرابع: البشر يحبون العنف، لكنهم يكرهون العنف
من أغرب الأمور التي لاحظتها أن البشر يدّعون كراهيتهم للعنف، لكنهم يقضون ساعات يشاهدون أفلام القتال، الألعاب الحربية، وحتى الأخبار التي تمتلئ بالمآسي!
دخلتُ إلى قاعة سينما تعرض فيلمًا عن "غزو فضائي"، حيث كان البشر يقتلون مخلوقات فضائية تشبهني تمامًا! وبينما كان الجمهور يصرخ بحماس، التفتُّ إلى شخص بجانبي وسألته:
• "هل تحب العنف؟"
• قال: "بالطبع لا! أنا ضد الحروب!"
• فقلت: "إذن لماذا تستمتع بهذا الفيلم؟"
• فقال: "لأن هذه مجرد تسلية!"
كتبتُ في تقريري:
"البشر يقولون شيئًا ويفعلون عكسه. يكرهون العنف، لكنهم يعيشون عليه."
📌 الفصل الخامس: أخطر مخلوق على الأرض ليس الإنسان… بل البطاطس المقلية!
أثناء مراقبتي للبشر، لاحظتُ أن هناك مادة غريبة تجعلهم يدخلون في حالة سعادة مطلقة. ليست مادة كيميائية ولا نوعًا من الوقود… إنها البطاطس المقلية!
رأيتُ إنسانًا حزينًا، فطلب طبق بطاطس مقلية. وما إن أكلها، حتى بدأ يبتسم! فذهبتُ إلى أحد العلماء وطلبتُ منه تفسيرًا.
فقال لي بجدية: "نعم، البطاطس المقلية لديها تأثير سحري علينا، لكنها خطيرة أيضًا، فهي تسبّب أمراض القلب والسمنة."
فسألته: "إذا كانت خطيرة، فلماذا تستمرون في أكلها؟"
فقال وهو يضع قطعة أخرى في فمه: "لأنها لذيذة!"
كتبتُ في تقريري:
"البشر يعرفون ما يقتلهم، لكنهم يستمتعون به على أي حال."
📌 الفصل الأخير: هل يجب علينا غزو الأرض؟
بعد أسابيع من الدراسة، حان وقت رفع تقريري النهائي إلى القيادة الفضائية. كنتُ متأكدًا أنهم سيسألونني: هل الأرض تستحق الغزو؟
لكن بعد كل ما رأيته، كتبتُ استنتاجي الأخير:
"البشر كائنات غريبة، مليئة بالتناقضات. يمكنهم أن يكونوا عباقرة، لكنهم يختارون الغباء أحيانًا. يصنعون المعجزات، ثم يدمرونها بأيديهم. يكرهون أنفسهم، لكنهم مستعدون للموت من أجل شخص يحبونه. ربما هم ليسوا الأكثر ذكاءً في الكون… لكنهم بالتأكيد الأكثر جنونًا."
اقتراح: عدم غزو الأرض… بل مراقبتها، لأنها أغرب من أي فيلم فضائي!"
✍️ نهاية التقرير
🔴 حالة المهمة: العودة إلى الوطن… لكن بعد تناول البطاطس المقلية مرة أخيرة!
هل تعتقد أن زُرغُوب بالغ في وصف البشر، أم أنه محق تمامًا؟! 😆👽
📌 إضافة ملحق للتقرير: "سلوكيات بشرية لا يمكن تفسيرها"
بعد أن أرسلتُ تقريري الرسمي إلى القيادة الفضائية، وصلني ردّ غير متوقع من الجنرال "غرومبوك" شخصيًا، وكان محتوى رسالته كالتالي:
🚨 "زُرغُوب، تقريرك مثير للاهتمام، لكنه يفتقر إلى تفاصيل إضافية عن السلوكيات البشرية الغامضة. نحتاج المزيد من الأدلة قبل أن نقرر موقفنا النهائي بشأن هذا الكوكب. استمر في المراقبة." 🚨
وهكذا، وجدتُ نفسي عالقًا على كوكب الأرض لفترة أطول مما توقعت. قررتُ أن أوسع بحثي وأكتب ملحقًا خاصًا عن أغرب السلوكيات التي لاحظتها.
📌 السلوك الأول: البشر يعشقون القطط… رغم أن القطط لا تهتم بهم!
أثناء استكشافي لأحد المنازل، لاحظتُ شيئًا غريبًا: هناك مخلوق صغير مغطى بالفراء يُسيطر على المكان! يُدعى "القطة". المدهش أن أصحاب المنزل يعاملون هذا الكائن كإله صغير.
• يطعمونه طعامًا خاصًا.
• يشترون له ألعابًا.
• يسمحون له بالنوم على أغلى الأرائك.
لكن في المقابل، القطة لا تفعل شيئًا سوى التحديق فيهم بتعالٍ!
سألتُ أحد البشر: "لماذا تحبون هذه المخلوقات رغم أنها لا تعيركم اهتمامًا؟"
فقال وهو يبتسم: "هذا هو سحر القطط!"
كتبتُ في تقريري:
"البشر يحبون المخلوقات التي تتجاهلهم، وربما هذا يفسر سبب فشل الكثير من علاقاتهم العاطفية."
📌 السلوك الثاني: البشر يخافون من الأشباح… لكنهم يدفعون لرؤيتها!
في إحدى الليالي، وجدتُ مجموعة من البشر يدخلون منزلًا مهجورًا، وهم يحملون أجهزة غريبة وكاميرات. وعندما سألتهم عن سبب وجودهم هناك، قال أحدهم بحماس:
• "نحن نبحث عن الأشباح!"
فأجبته بدهشة: "لكن… ألا تخافون منها؟"
فقال آخر: "بالتأكيد، لكن هذا هو سبب المتعة!"
وهنا أدركتُ أحد أسرار هذا الجنس الغريب: البشر يستمتعون بالخوف!
إنهم يشاهدون أفلام الرعب، يدخلون بيوت الأشباح، بل ويدفعون الأموال ليخوضوا تجارب مرعبة مثل "غرف الهروب". وكأنهم يقولون: "نحن نخاف… لكننا نحب أن نخاف!"
كتبتُ في تقريري:
"عقليات البشر غير منطقية. يخافون من شيء، لكنهم يسعون إليه طواعية… ربما لهذا السبب يستمرون في متابعة نشرات الأخبار رغم أنها مليئة بالمآسي."
📌 السلوك الثالث: البشر يصنعون القوانين… ثم يخترقونها بأنفسهم!
في كل مكان زرتُه، وجدتُ لافتات تقول: "ممنوع الوقوف هنا"، لكن السيارات كانت متوقفة بجانبها! وجدتُ قوانين مرورية صارمة، لكن نصف السائقين لا يلتزمون بها!
بل إنني رأيتُ بشريًا يعترض بغضب على شخص لم يحترم القانون… رغم أنه قبل دقائق كان يخالفه بنفسه!
سألتُ أحد البشر عن هذا التناقض، فقال لي:
• "الحياة ستكون مملة لو التزم الجميع بالقوانين!"
كتبتُ في تقريري:
"البشر يحبون القوانين… لكنهم لا يحبون تطبيقها. إنهم يستمتعون بكسر القواعد، وهذا يفسر كثيرًا من المشاكل التي يعيشونها."
📌 السلوك الرابع: البشر يتصرفون كما لو أنهم خالدون… لكنهم يعرفون أنهم ليسوا كذلك!
على الرغم من أن البشر يعرفون أن أعمارهم محدودة، إلا أنهم يتصرفون كما لو أن لديهم الوقت الكافي لفعل كل شيء لاحقًا.
• يؤجلون الأحلام إلى "وقت لاحق".
• يؤجلون السفر إلى "السنة القادمة".
• يؤجلون قول "أنا أحبك" حتى يفوت الأوان.
سألتُ أحدهم: "لماذا لا تفعل ما تريد الآن؟"
فأجابني وهو يتثاءب: "لا تقلق، لدي الوقت الكافي!"
لكن بعد أيام، رأيتُ نفس الشخص يقول بحزن: "لقد فات الأوان…"
كتبتُ في تقريري:
"البشر يعتقدون أن لديهم وقتًا غير محدود، لكنهم يندمون عندما يكتشفون أنهم كانوا مخطئين."
📌 الاستنتاج النهائي (الإضافي)
بعد أن أكملتُ هذا الملحق، أرسلتُه إلى القيادة الفضائية. بعد ساعات، وصلني الرد الأخير من الجنرال غرومبوك:
🚀 "زُرغُوب، عملك مذهل. بناءً على ملاحظاتك، قررنا عدم غزو الأرض… ليس لأن البشر خطرون، بل لأنهم معقدون جدًا، ومن المستحيل التنبؤ بتصرفاتهم!"
وهكذا، أُغلقت المهمة رسميًا، وعاد زُرغُوب إلى كوكبه… لكن قبل أن يصعد إلى مركبته، اشترى قطة، وطبقًا من البطاطس المقلية، وترك لافتة على الأرض مكتوب عليها:
"أنتم أغرب كائنات في المجرة… استمروا في كونكم هكذا!"
🔴 نهاية التقرير الرسمي… لكن المراقبة لم تنتهِ بعد!
والآن السؤال الأهم: هل تعتقد أن الفضائيين يراقبوننا حقًا؟ أم أننا مجرد عرض كوميدي لكائنات أخرى؟ 😆👽