الفصل الأول: بداية الهمس
كان الليل قد أرخى سدوله على القرية الصغيرة، حين دقّت الساعة العتيقة منتصف الليل بثقلٍ خانق.
تسللت رائحة الأرض المبللة إلى أنف فاطمة، وهي تهمّ بإغلاق نافذتها الخشبية المتهالكة. كانت الرياح تعصف كأنها تحمل رسائل قديمة نُسيت في باطن الزمان.
رفعت عينيها إلى السماء الداكنة، وهمست:
"اللهم سلّم..."
لكن قلبها كان يعرف أن تلك الليلة لن تمر بسلام.
في الزاوية المظلمة من الغرفة، انبعث همسٌ خافت، بالكاد يُسمع، لكنه كان كافيًا ليرسم الرعب على ملامحها. أدارت رأسها ببطء شديد، لتجد صندوقًا صغيرًا لم تره من قبل، يقبع فوق طاولتها.
كان الصندوق مزخرفًا بنقوش غريبة لم تعهدها... ورغم خوفها، مدت يدها المرتجفة نحوه.
نهاية الفصل الأول.
ماذا يوجد داخل الصندوق؟ ولماذا ظهر فجأة؟
الفصل الثاني: الأمانة الثقيلة
فتحت فاطمة الصندوق بحذر.
تصاعدت منه رائحة غريبة، مزيج بين المسك العتيق والدخان المحترق.
في الداخل، كان هناك مفتاح حديدي أسود، وورقة صفراء باهتة مكتوب عليها بحبر يكاد يندثر:
"هذه أمانتك... إياك أن تخونيها."
ارتجفت أصابعها وهي تقرأ الكلمات. حاولت أن تتذكر إن كانت قد قبلت أمانةً من أحد، لكنها فشلت.
سمعت فجأة طرقات خفيفة على الباب، ثلاث طرقات متباعدة، كأنها نُفذت من يد مرتجفة.
وقفت فاطمة جامدة، تتنفس بصعوبة. كانت الطرقات لا تزال تتردد في جنبات عقلها، كأنها دعوة للخطر القادم.
نهاية الفصل الثاني.
من يقف خلف الباب؟ ولماذا الآن؟
الفصل الثالث: الزائر الغريب
ترددت فاطمة قبل أن تخطو نحو الباب.
كل خلية في جسدها كانت تصرخ بالفرار، لكن فضولها كان أقوى.
فتحت الباب ببطء، فوجدت امرأةً مسنة، بثيابٍ سوداء رثة، وعينين غائرتين تتوهجان ببريق خفي.
همست العجوز بصوت أجش:
"سلميني الأمانة... الآن."
تراجعت فاطمة خطوة للوراء، تشعر بثقل الهواء حولها.
"أي أمانة؟ لا أعرفك!" تمتمت بشجاعة زائفة.
ابتسمت العجوز ابتسامة مشوهة وقالت:
"لا أحد يتهرب من الأمانة... ثمن الخيانة باهظ."
ثم اختفت، كما لو أنها لم تكن موجودة قط، تاركة خلفها بردًا مقبضًا يلف المكان.
نهاية الفصل الثالث.
هل كانت تلك المرأة حقيقية أم طيفًا من عوالم أخرى؟
الفصل الرابع: أصوات من العدم
مرّت الليلة ثقيلة، لم تجرؤ فاطمة على إغلاق عينيها.
مع أول خيط ضوء، خرجت إلى فناء الدار، آملة أن تجد تفسيرًا لما حدث.
لكن الهواء كان مشبعًا برائحة رماد... ورأت آثار أقدام سوداء صغيرة تقود إلى البئر القديمة خلف البيت.
كل خطوة كانت تصطك معها أسنانها من الخوف.
كلما اقتربت من البئر، ازداد الهمس في أذنيها، كأن عشرات الأصوات تتحدث بلغات غامضة.
رأت شيئًا يلمع في قاع البئر... كان المفتاح! كيف وصل إلى هناك؟
نهاية الفصل الرابع.
هل ستخاطر فاطمة لاسترجاع المفتاح، أم تترك الأمانة تضيع؟
الفصل الخامس: البئر الملعونة
بحذر، دلت جسدها نحو فتحة البئر، والعرق يبلل جبينها.
تسلل إحساس بارد عبر عمودها الفقري، لكنها تشبثت بالحبل المهترئ ونزلت ببطء.
في الداخل، كانت الجدران تزفر رطوبة خانقة.
وصلت إلى قاع البئر، والتقطت المفتاح بيد مرتجفة.
فجأة، انطفأ ضوء النهار من فوقها، وأطبق الظلام الكامل على المكان.
ثم جاءها صوت، قريبًا جدًّا من أذنها، يهمس بكلمات لم تفهمها، لكنها شعرت بأنها تهديد لا يقبل النقاش.
نهاية الفصل الخامس.
هل ستخرج فاطمة سالمة أم أن الظلام سيبتلعها للأبد؟
الفصل السادس: الاختيار الأخير
قلبها يدق بجنون، كاد أن يخرق صدرها.
بصعوبة، صعدت فاطمة إلى السطح، يدها تنزف من شدة تمسكها بالحبل.
حين خرجت من البئر، وجدت نفسها وسط حلقة من الظلال السوداء.
كانت تحدق بها وجوه مشوهة، وأعين فارغة.
ارتفعت همساتهم:
"الأمانة... الأمانة... الأمانة..."
رفعت المفتاح فوق رأسها، تصرخ:
"خذوها! خذوا الأمانة!"
لكن الأصوات ضحكت... ضحكة مجلجلة حملتها الريح إلى كل أرجاء القرية.
فهمت فاطمة متأخرة: الأمانة لم تكن شيئًا ماديًّا... كانت روحها.
نهاية القصة
ليست كل الأمانات تُحمل باليد... بعضها يُغرس في القلب، ولا يمكن الهروب منه.