قصص قصيرة عن الحيوانات: مغامرة الأرنب الذكي

قصص قصيرة عن الحيوانات: مغامرة الأرنب الذكي
قصة مشوقة تُشعل الحواس وتحبس الأنفاس

قصص قصيرة عن الحيوانات: مغامرة الأرنب الذكي
قصصي بالعربي


الفصل الأول: الظلال في الغابة

كانت الشمس تحتضر خلف الأشجار، تغزل أشعتها الأخيرة بخيوط ذهبية مرتعشة. الغابة بدأت تُنذر بقدوم الليل، حين تتسلل المخاطر من بين الأغصان وتتنفس الأرض بخوفٍ دفين. صوت أوراقٍ تُدهس، ورياح تهمس بأصواتٍ لا تُشبه البشر ولا الحيوان.
بين تلك الظلال، قفز الأرنب "نُقّاز" فوق العشب المبلل بندى المساء. كان صغير الحجم، لكن عينيه الواسعتين تحكيان عن ذكاءٍ يسبق حجمه وفضولٍ لا يُقاوم. لم يكن أرنبًا عاديًا، بل مغامرٌ بالفطرة، يدفعه قلبه إلى حيث يهرب الآخرون.
كانت الغابة تُخفي شيئًا في تلك الليلة. شيئًا لا يُرى... بل يُحس.
نُقّاز التقط رائحة غريبة، أشبه بدخانٍ محترق ممزوج بعطرٍ قديم، وجسده ارتجف دون أن يعلم السبب.
لكنّ الأرنب الذكي لم يكن يفرّ من الريبة، بل يتبعها.

خاتمة الفصل:

صوت خشخشة بعيد... صرخةٌ مكتومة... وخطوة ثقيلة على أوراقٍ ميتة. هل يواصل نُقّاز تتبّع الخطر؟ أم يعود لجحره الصغير؟ الفصل التالي يحمل الإجابة.

الفصل الثاني: النداء من بين الأشجار

في عمق الغابة، بدت الأشجار أطول، أوراقها أثقل، وكأنها تهمس لبعضها عن الغريب الذي اقترب. الهواء أصبح أكثر كثافة، مشبعًا برائحة الخوف والعفن والذكريات المنسية.
نُقّاز اقترب من مصدر الصوت. هناك، عند الجذع المحترق لشجرة بلوط عتيقة، لمح عينين تتوهجان في الظلام.
"من هناك؟" سأل بصوت مرتجف، رغم ثباته الخارجي.
"ساعدني..." جاءه صوت خافت، أنثوي، كأنه يخرج من قلب جذعٍ ميت.
تقدّم بحذر. كانت ثعلبة صغيرة عالقة تحت فرعٍ ضخم سقط بفعل العاصفة الماضية. كان الخوف في عينيها، لكنها كانت تقاوم الضعف، تتنفس بصعوبة.
"أرجوك... سيسمعنا الوحش إن تحدثنا كثيرًا..." همست.
تجمد قلب نُقّاز. الوحش؟ أي وحش؟ الغابة لم تعد كما كانت...

خاتمة الفصل:

أنقذ الأرنب الصغيرة، لكن قدماه قادتهما إلى شيءٍ أكبر بكثير من مجرّد فرعٍ ساقط. فما هو "الوحش" الذي يهمس الجميع عنه في الظلام؟

الفصل الثالث: عيون لا تنام

حمل نُقّاز العصا بفمه، دحرج الفرع بصعوبة، وسحب الثعلبة بعيدًا.
"من أنت؟" سألها بعدما ابتعدا.
"اسمي ليما... وهم يسمونه الزائر الليلي..." أجابت بعينين مرعوبتين.
الرياح بدأت تعصف فجأة، وحفيف الأشجار صار يشبه صراخًا خافتًا. وصفة الرعب كانت تكتمل: ظلام، قصص غامضة، وصوتٌ لا يشبه الحيوانات المعتادة.
"يأتي كل ليلة، يبحث عن العقول اللامعة..." همست ليما، تمسح الدم من ساقها الجريحة.
"يعني... مثلي؟" سأل نُقّاز بقلق.
هزّت رأسها ببطء: "نعم... أنت التالي."
وفجأة... نبحٌ بعيد، لكن ليس نباح كلب، بل خليط بين زئير وصريرٍ صدئ. الهواء تجمد. العصافير صمتت. وقلوبهم بدأت تطرق الصدور بجنون.

خاتمة الفصل:

هل سيهربان قبل أن يجدهم الزائر؟ أم أن ذكاء نُقّاز سيقودهم إلى مواجهة قدر لم يتخيلاه؟

الفصل الرابع: في فم المتاهة

ركضا. قدما نُقّاز قفزت فوق الأحجار، وخلفه ليما تلهث وتتبع خطاه.
مرّا بجانب جحرٍ قديم، ثم جدول ماءٍ يهمس كأنه يروي قصة منسية. ومع كل خطوة، بدا أن الغابة تتحوّل... الأشجار تتبدّل، والأصوات تُعيد نفسها في دوائر.
"ليما! نحن ندور في نفس المكان!" صرخ نُقّاز بعد أن لمح جذع الشجرة ذاته للمرة الرابعة.
"المتاهة بدأت..." قالت ليما، والدمع يلمع في عينها.
كانت الأرض تتنفس تحتهم، والسماء بلا نجوم، وكأنهم علقوا في بطن الغابة، في متاهة لا مخرج منها. وبين جذعين، ظهر خيال ضخم... لا ملامح له، لكن رائحته كانت مزيجًا من الكبريت والحزن.
تجمدا في مكانهما، والأرض تبتلع الأصوات.

خاتمة الفصل:

بين العقل والخوف، ما الذي سيفوز؟ وما هو هذا الكيان الذي غيّر شكل الغابة؟ هل يمتلك نُقّاز خطة؟

الفصل الخامس: الفخ الأخير

استجمع نُقّاز أنفاسه، ثم تمتم: "سأخدع الوحش... كما خدعت الصياد من قبل."
جمع أغصانًا وسعفًا، صنع منها دمية صغيرة تشبهه. وضعها قرب جدول الماء. ثم طلب من ليما الاختباء.
الهواء ارتعش، والظلال تمددت. الكيان اقترب، يزحف بلا صوت. وفجأة، انقض على الدمية... لكن لم يجد شيئًا سوى دخان يتصاعد منها.
حينها، أطلق نُقّاز نداءً أرعب الغابة كلها، نداءً اخترق الظلام. الضوء انفجر من السماء، والوحش صرخ، يتلوى كمن لُعن، ثم تبخر في ومضةٍ مرعبة.
الهدوء حلّ، والنجوم عادت تتلألأ.

خاتمة الفصل:

هل اختفى الكابوس إلى الأبد؟ أم أن الظلال تنتظر فقط لحظة ضعف جديدة؟ عيون نُقّاز لم تعد بريئة... لكنها أكثر وعيًا الآن.

النهاية: العقل أقوى من الخوف

في صباح اليوم التالي، كانت الغابة تشع بالحياة. الزهور تنبت حيث كان الخوف يسكن، والطير يغني حيث سكن الصمت.
نُقّاز أصبح بطلًا... لا لأنه قاتل، بل لأنه فكر. لأنه تجرأ على المواجهة في زمنٍ لا يجرؤ فيه أحد. أما ليما، فقد أصبحت رفيقة الدرب، لا تفارقه.
لكنّ الغابة... لا تنسى.

نهاية صادمة:

في الليل التالي، عند أطراف الغابة، ظهرت عيون أخرى... لا تشبه الوحش القديم، بل أكثر ظلمة... والأرض ابتسمت بخبث.
أبو ياسر المغربي
أبو ياسر المغربي
تعليقات