قصص الحيوانات: مغامرة في جحر الأرنب

 🐇 مغامرة في جحر الأرنب

قصة طويلة مشوقة، مليئة بالإثارة والرعب والغموض
رحلة محفوفة بالمخاطر داخل عالم مجهول تحت الأرض...

 

قصص الحيوانات: مغامرة في جحر الأرنب
قصص الحيوانات: مغامرة في جحر الأرنب

الفصل الأول: 🌲 النداء الغامض

تمهيد

في عمق الغابة القديمة، حيث تعوي الرياح كما لو كانت تهمس بأسرار منسية، وقفت الحيوانات على حافة حدث سيقلب موازين عالمها. لم يكن هناك شيء عادي في ذلك اليوم، ولا في ذلك الجحر


كان الهواء يعبق برائحة الطحالب الرطبة.
الغابة صامتة على غير عادتها، باستثناء خرير مياه بعيد وصوت نقر خفيف ينبعث من بين جذوع الأشجار. وقف "روني" الثعلب الشاب عند حافة جحر أرنب مهجور، يحدّق في الظلام الكثيف الممتد أمامه. شيء ما في ذلك الجحر كان يهمس إليه… نداء لم يستطع مقاومته.

كان روني دائم الفضول، مغامرًا لا يخشى التوغل في المجهول. ولكنه في ذلك اليوم، شعر بقشعريرة غير مألوفة تسري في فرائه، كأن شيئًا يراقبه من الأعماق.

اقترب أكثر.
رفع أذنه.
الصمت
ثم، فجأة، صوت خافت:

"تعال… روني…"

اتسعت عيناه. لم يكن هناك أحد. لا يمكن أن يكون الصوت إلا من الداخل. ومع ذلك، كان ناعمًا، عذبًا، كما لو كان صادرًا من حلم قديم.

نهاية الفصل

روني، الذي لم يعرف الخوف قط، أخذ نفسًا عميقًا، وانزلق داخل الجحر، دون أن يدري أن ما في الداخل… ليس من هذا العالم.

 

الفصل الثاني: 🕳️ النفق الملتف

تمهيد

حين تنزل تحت الأرض، لا يهم كم كنت شجاعًا… فأنت تترك وراءك كل قوانين العالم الذي تعرفه.

بدأ النفق ضيقًا، بالكاد يتسع لجسم روني. لكن كلما توغل أكثر، بدأ يتسع ويأخذ أشكالًا غريبة. الجدران لم تكن من تراب فقط، بل بدت كأنها نابضة… تنبض، نعم، كما لو كانت تتنفس.

"هل أنا وحدي؟"
"لا… لست وحدك."

همسة أخرى. من الأمام هذه المرة. لا يوجد ضوء، ومع ذلك كان يرى طريقه… أو هكذا اعتقد.

انزلقت مخالبه على الأرض الزلقة. كانت رطبة كأنها مغطاة بلعاب. ارتفعت رائحة كريهة، خليط من العفن والحديد والدم. تراجع للحظة… ثم أكمل، مدفوعًا بشيء أقوى من الخوف: الفضول.

في زاوية مظلمة، لمح عينين.
سوداوين.
ثابتتين.
وللحظة، أقسم أنه رأى ابتسامة

نهاية الفصل

حاول العودة، لكن النفق خلفه كان قد اختفى. لم يعد هناك طريق للعودة. فقط الظلام… والمزيد من الأصوات.

 

الفصل الثالث: 🐰 الأرنب الذي لا ينام

تمهيد

ليست كل الأرانب لطيفة. بعضها… لا ينام أبدًا، لأنه لا يحتاج إلى الحلم. لقد رأى الكابوس الحقيقي.

وصل روني إلى قاعة فسيحة تحت الأرض. الجدران مصقولة، تعكس ظلالًا مشوهة. في منتصف القاعة، كان هناك شيء… أرنب.

لكنه لم يكن كأي أرنب.
ضخم، أطول من الثعلب بثلاثة أضعاف.
فراؤه رمادي مائل للزرقة، كأنه مبلل دائمًا.
وعيناه… خاليتان من الحدقات، تلمعان في الظلام كمرآتين مكسورتين.

الأرنب: "أخيرًا وصلت."
روني (يرتجف): "ما… من أنت؟"
الأرنب: "أنا من تحاول الحيوانات نسيانه. من يعيش في الحكايات الممنوعة."
روني: "لماذا أنا؟"
الأرنب: "لأنك تبحث… عن شيء لا يجب أن تراه."

اندفعت أنفاس الأرنب كريح باردة.
كل ما في المكان بدأ بالاهتزاز، كأن القاعة تتنفس مع الأرنب.

نهاية الفصل

تشققت الأرض تحت أقدام روني.
وهوى إلى الأسفل، في دوامة من صرخات لم يُطلقها أحد بعد.

 

الفصل الرابع: 🌀 الدوامة

تمهيد

في الأعماق، لا يوجد ضوء… فقط ذاكرة الضوء.

تدحرج روني داخل نفق حلزوني، كأنه معدّ من العظام. ضرب رأسه عدة مرات قبل أن يسقط في بحيرة ضبابية لا قاع لها. كان يشعر بثقل غير مرئي يسحب وعيه، كأن الهواء حوله يريد التهامه.

فجأة، سمع صوت طنين. ثم رأى صورًا تتوالى أمام عينيه:

  • غزال يبكي.
  • سنجاب يختفي.
  • سلحفاة تُبتلع في الظلام.

كلها كائنات دخلت الجحر من قبله… ولم تخرج.

صرخ بأعلى صوته:

"أين أنا؟!"

رد صوت مجوّف من أعماق الضباب:

"في الداخل... حيث تُدفن الأسرار."

نهاية الفصل

ظهر سلم معلق في الهواء. خطواته من عظام حيوانات. لم يكن هناك خيار… روني صعد.

 

الفصل الخامس: 🔥 الاختبار

تمهيد

قبل أن تنجو… يجب أن تُختبر.

وصل روني إلى ممر طويل مضاء بشموع تتحرك بلا هواء. على الجدران، نقوش لحيوانات تتألم. وفي النهاية، باب خشبي ثقيل.
حين لمسه، انفتح من تلقاء نفسه.

في الداخل، وجد نفسه في مرآة الغابة.
نفس الأشجار، لكن مقلوبة.
السماء سوداء.
والأرض تنبض.

وفجأة، ظهر "روني" آخر أمامه. نفس الشكل. نفس العينين. لكنه كان يبتسم ابتسامة شريرة.

"أنا أنت… إذا بقيت."
"أنا لست كذلك!"
"كل من دخل، تغير. وبعضهم لم يخرج أبدًا."

اندلعت نار حولهما.
صرخ روني وهو يقفز… نحو الباب الآخر.

نهاية الفصل

ترك نصفه الآخر خلفه. أو هكذا ظن.
لكن صدى الابتسامة ما زال يتردد.

 

الفصل السادس: 🌑 العودة إلى السطح

تمهيد

ليس كل من عاد من الجحر… هو نفسه.

استفاق روني على حافة الغابة. الشمس مشرقة.
كل شيء بدا طبيعيًا… لكن روني لم يكن طبيعيًا.

عيناه أصبحتا أكثر اتساعًا. أذناه تتحركان من تلقاء نفسيهما.
ولكل من قابله، كانت تلك الابتسامة… مألوفة وغريبة في آن.

عاد إلى أصدقائه.
لم يخبرهم بشيء.
لكن في الليل، كان يختفي في الظلام… ليدخل الجحر من جديد.

النهاية… أم البداية؟

الجحر ما زال هناك.
والأصوات لم تتوقف.
والأرنب… لم يكن وحيدًا.

أبو ياسر المغربي
أبو ياسر المغربي
تعليقات