رسائل منتصف الليل: قصص قصيرة عن الرعب والغموض
الفصل الأول: الرسالة الأولى
همسات الظلام
كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة بعد منتصف الليل حين ارتجف هاتف "ليلى" في صمت الغرفة. لم يكن هناك أي صوت سوى طنين الكهرباء الباهت، وصوت دقات الساعة التي كانت تبدو وكأنها تنذر بشيءٍ قادم.
ليلى، شابة في أواخر العشرينات، تعيش بمفردها في شقة قديمة وسط المدينة. اعتادت على العزلة، ولكن في تلك الليلة، بدت الوحدة أثقل من المعتاد. الهواء كان ساكنًا، والرائحة الخفيفة للعفن تتسرب من الزوايا.
نظرت إلى الهاتف؛ رسالة مجهولة المصدر.
"أراكِ الآن. لا تغلقي الضوء."
نهاية الفصل
جف حلقها، وقلبها خفق بقوة. من أرسلها؟ والأهم… من "يرى"؟
لكن هذا لم يكن سوى البداية.
الفصل الثاني: الظل خلف النافذة
انعدام الأمان
خرجت ليلى من غرفتها بخطى مترددة. حاولت أن تتجاهل الشعور الثقيل الذي تسرّب إلى أعصابها كالدخان. قلبها ينبض في أذنيها، وأصابعها ترتجف.
فتحت الستائر لتتأكد من أن أحدًا لا يراقبها، لكن كل ما رأته كان الظلام. ومع ذلك، انعكاس زجاج النافذة أظهر شيئًا آخر… ظلًا واقفًا خلفها تمامًا.
استدارت بسرعة، لكن لا أحد هناك.
نهاية الفصل
هل كانت تتخيل؟ أم أن هناك من يعرف كل تحركاتها بالفعل؟
هاتفها اهتزّ مجددًا.
الفصل الثالث: لا تفتحي الباب
رسائل بلا مرسل
الرسالة الثانية جاءت أسرع من دقات قلبها:
"إن فتحته، لن تنامي الليلة مجددًا."
دوى جرس الباب فجأة، بصوت معدني أجوف، يتردد في أنحاء الشقة كصرخة مذبوحة. توقفت ليلى عن التنفس للحظة. من هذا؟ لم تطلب طعامًا، ولم يكن لديها أصدقاء. الباب كان يهتز… أحدهم يطرق بلطف… ثم بعنف.
مدّت يدها المرتجفة نحو المقبض، وصوت آخر هزّ الهاتف.
"قلت لا تفتحي."
نهاية الفصل
من كان خلف الباب؟ ولماذا يشعرها هذا الصوت بأنها تحت سيطرة شيء ليس بشريًا؟
الفصل الرابع: رائحة الموت
ذاكرة العفن
مع بزوغ الفجر، كانت الشقة غارقة في صمت ثقيل كالقبر. استيقظت ليلى على رائحة كريهة نفّاذة، تشبه لحمًا متعفنًا.
تتبعت الرائحة حتى وصلت إلى باب الحمّام المغلق. يدها ترددت على المقبض، وحين فتحته، لم تجد سوى البخار البارد يتصاعد كأن هناك من استحم مؤخرًا. والماء كان لا يزال يقطر من الصنبور، رغم أنها لم تفتحه منذ أيام.
على المرآة، كُتبت عبارة بخط مرتعش:
"لم أرحل أبدًا."
نهاية الفصل
هل تعيش وحدها حقًا؟ أم أن الشقة تحمل روحًا سجينة؟
الفصل الخامس: انعكاسات مشوّهة
المرآة التي تكذب
أصبحت ليلى تخاف من كل شيء. المرآة، الهاتف، حتى صوت خطاها على الأرضية الخشبية.
أمسكت مرآة صغيرة لفحص عينيها بعد ليلة من الهلع، لكنها شهقت فجأة؛ انعكاسها لم يبتسم مثلها. بل كان يحدّق بها ويبتسم ابتسامة شريرة، قبل أن يغلق عينيه ببطء.
ألقت بالمرآة أرضًا فتكسرت، لكن الصوت لم يأتِ منها فقط… بل من المرآة المعلقة على الجدار، التي بدأت تهتز وحدها.
نهاية الفصل
المرآة الآن نافذة… لكنها لا تطل على واقعها.
الفصل السادس: الحقيقة في الرسائل
كشف الأسرار
توجهت ليلى إلى محل صيانة الهواتف، آملة أن تجد من يقنعها بأنها ضحية خلل تقني. لكن الفني تفحص الجهاز ثم قال:
– "هذا غريب… الرسائل التي تتحدثين عنها، ليست مخزّنة هنا."
– "ماذا؟!"
– "وكأنها لا تُرسل من رقم… بل من داخل الهاتف نفسه."
كل الدم تجمّد في عروقها. نظرت إلى شاشة الهاتف، التي أضاءت مجددًا:
"لا أحد سيصدّقك. هذه قصتك وحدك."
نهاية الفصل
أصبحت الأسئلة أكثر من أن تُعد… فهل تجرؤ على قراءة الرسالة التالية؟
الفصل السابع: رسائل من الماضي
العودة إلى البدايات
بدأت ليلى تبحث في تاريخ الشقة. وجدت اسم "ندى"، فتاة توفيت في ظروف غامضة قبل خمس سنوات… في نفس الغرفة. توفيت محترقة، وكانت آخر رسائلها تقول:
"الظلال لا ترحم، لا تدعوه يدخل."
في تلك اللحظة، جاءتها رسالة جديدة:
"أنا ندى. لقد فتحته، وأنا الآن هنا إلى الأبد."
صوت بكاء بدأ يُسمع من تحت الأرضية، وكأن أحدهم يُسحب.
نهاية الفصل
الظل لم يكن مجرد وهم… بل كان ينتظر أن يفتح له أحد الباب من جديد.
الفصل الثامن: النهاية المفتوحة
القرار الأخير
الآن، تعرف ليلى أن كل شيء مرتبط بالرسائل، بالمرآة، بالباب، بالظل… بها.
لم تنم منذ ثلاث ليالٍ.
وفي الليلة الرابعة، وصلتها آخر رسالة:
"إما أن تتركي المكان، أو تحلي مكاني."
وضعت الهاتف على الأرض، ثم نظرت إلى الباب. كانت تسمع أنفاسًا خلفه، وصوت خطوات بطيئة، ورائحة دخان بدأت تتسرب من تحت الباب.
نهاية القصة
هل فتحت الباب؟
لا أحد يعرف.
لكن، من يسكن الشقة الآن… يقول إنه يسمع الهاتف يهتز كل منتصف ليل، دون سبب.