قصص الرعب والغموض: الزائر بعد منتصف الليل 👣🕯️
![]() |
قصص الرعب والغموض: الزائر بعد منتصف الليل |
الفصل الأول: طرقات الليل الأولى 🔨🌒
مقدمة
الفصل
في
قرية معزولة تحيط بها الغابات الكثيفة والضباب الأبدي، عاش إياد، رجل خمسيني
انطوائي، قرر الهرب من ضجيج العالم بعد وفاة زوجته في حادث غامض. لكن الصمت لم يكن
كما تصوره... فالليل يحمل معه زائرًا لا يُعرف مصدره.
كان
الجو بارداً، والرياح تعوي في الخارج كأنها أرواح هائمة. جلس إياد أمام المدفأة،
يُحدق في ألسنة اللهب، ويفكر في الليالي التي أصبحت طويلة بشكل غير طبيعي.
الرائحة
الخشبية المحترقة كانت تنبعث بقوة، تختلط في ذاكرته بصوت ضحكة زوجته القديمة. شعر
بوخز في صدره، خليط من الحنين والخوف.
عند
منتصف الليل تمامًا، سُمع طرق خافت... ثلاث ضربات متتالية على الباب.
نهض
ببطء، خطواته تُحدث صريرًا خافتًا على أرضية البيت الخشبي. تقدم نحو الباب، قلبه
يتسارع مع كل ثانية تمر.
وقف
أمامه، يده على المقبض، لكنه لم يفتح فورًا. من خلال الزجاج الغامض، لم يرَ شيئًا
سوى الضباب الكثيف.
– من هناك؟
لم يكن
هناك رد.
فتح
الباب فجأة، ليُقابل الفراغ.
لكن
خلفه... شعر بأنفاس باردة تتسلل إلى رقبته.
استدار
بسرعة، لا أحد.
خاتمة
الفصل
أغلق
الباب بسرعة، عيناه تبحثان في كل زاوية. لأول مرة، شعر أن العزلة ليست مأوى من
الجنون... بل بوابة له.
الفصل الثاني: أثر القدم الغريب 🕳️👁️
مقدمة
الفصل
حين
استيقظ إياد صباحًا، كان الضوء شاحبًا، والهواء راكدًا بشكل غير طبيعي. نهض من
فراشه، ولاحظ أن الباب الأمامي مفتوح قليلاً.
أقسم
أنني أقفلته.
اقترب
ببطء، وقبل أن يغلقه، لمح شيئًا في الطين... أثر قدم.
لكنها
لم تكن قدمًا بشرية.
كانت
صغيرة، بأصابع طويلة ملتوية، ومحيطها مغمور بماء راكد له رائحة كريهة.
جسده
اقشعر، وشعر أن البيت، الذي قضى فيه سنوات من الوحدة، لم يعد له.
على
الأرض، رأى وميضًا صغيرًا. التقطه... كانت حلية نحاسية صغيرة، محفور عليها شكل عين
بشرية.
بمجرد
لمسها، شعر بوخز غريب في راحة يده، ثم صوت خافت يتسلل إلى أذنه:
"إياد..."
ترك
الحلية وسقط على الأرض. وعندما حاول النظر مجددًا، لم يجد شيئًا.
لكن
الصوت لم يتوقف.
خاتمة
الفصل
في طرف
الغرفة، عند حافة المرآة المغبرة، كانت الحلية تنتظر، كأنها لم تبارح مكانها
أبدًا. الهمسات بدأت، ولم يعد وحده بعد الآن.
الفصل الثالث: وجه في المرآة 🪞💨
مقدمة
الفصل
المرآة
كانت دائمًا هناك، قطعة من الماضي، متجاهلة كغبار الذكريات. لكن الليلة، قررت أن
تنطق.
اقترب
إياد منها، ومسح سطحها الموحل بكفه. ما إن انكشف الزجاج حتى رأى...
وجهه،
خلفه مباشرة، يقف طفل بملامح شاحبة وعينين واسعتين بلا نور.
استدار
بقوة، لا أحد.
أعاد
النظر للمرآة، لا وجود للطفل، لكن هناك عبارة مكتوبة بخط غير مألوف:
"نحن لا نغادر أبدًا."
حاول
مسحها، لكنها بدت محفورة، لا تمحى.
سمع
طرقات جديدة... لكن هذه المرة، كانت قادمة من الداخل.
من
داخل المرآة.
خاتمة
الفصل
حين
أدار ظهره، ظهر ظل الطفل في الزاوية، لا يتحرك. لم يكن خيالاً، بل بداية حضور...
حضور لا ينتمي لهذا العالم.
الفصل الرابع: همسات في الجدار 📣🔦
مقدمة
الفصل
منذ أن
شاهد وجه الطفل، لم يعد إياد ينام بعمق. الجدران أصبحت تنبض بأصوات لا تُسمع إلا
في الصمت الكامل.
في تلك
الليلة، جلس قرب المدفأة، لكنه شعر بأن هناك صوت بكاء قادم من الجدار خلفه.
همسات
متقطعة:
"أخرجني... لا تنسى... لقد وعدتني..."
وقف،
اقترب من الجدار، وضع أذنه.
الصوت
كان هناك.
أمسك
فأسًا، وبدأ يضرب في الخشب، حتى انكسر لوح قديم، وظهر خلفه فجوة معتمة.
الرائحة
التي خرجت كانت مزيجًا من العفن والدم.
داخل
الجدار، كان هناك ممر ضيق يؤدي إلى درج حجري.
خاتمة
الفصل
كان
إياد يعرف أن الدخول يعني المغامرة بجنونه... لكنه لم يستطع التراجع. خطواته
الأولى في الظلام كانت إعلانًا لرحلة بلا عودة.
الفصل الخامس: الغرفة المنسية ⚰️🕸️
مقدمة
الفصل
الدرج
كان ضيقًا، ينزل في لولب مظلم، والهواء يزداد ثقلًا كلما هبط أكثر. أصوات الهمسات
كانت واضحة، كما لو أن أحدهم ينتظره.
وصل
إلى باب خشبي ضخم، مغطى بطبقات من التراب. فتحه، فانفتح على غرفة مربعة، تتوسطها
مرآة عملاقة مشروخة.
في
الزاوية، صندوق خشبي قديم.
فتح
الصندوق بحذر... ألعاب أطفال ملطخة بالدم، بينها دمية قماش بعين واحدة.
بمجرد
لمسها، لمع سطح المرآة، وظهر وجه الطفل مجددًا، هذه المرة يبتسم.
نسيتني
يا إياد؟ ألم تعد تتذكر؟
صوته
لم يكن صوت طفل، بل كان صوتًا مركبًا من مئات الأصوات.
حاول
إياد التراجع، لكن المرآة تصدعت فجأة، وخرج منها هواء جليدي أطفأ المصباح.
خاتمة
الفصل
الغرفة
لم تكن فقط مهجورة، بل مسكونة بعهد قديم... عهد كسره إياد دون أن يعلم. الزائر
استيقظ، والبيت لم يعد ملكه.
الفصل السادس: القادم من المرآة 🌫️👁️🗨️
مقدمة
الفصل
مع
تصدع المرآة، بدأ المنزل كله يهتز، وكأن روحه انكسرت معها. إياد جرى عائدًا إلى
الطابق العلوي، لكن البيت لم يعد كما تركه.
المرايا
كلها كانت تعكس صورًا مشوهة، والهواء صار أثقل.
في
الصالة، كان الطفل يقف، عيونه تتوهج.
أنت من
وعد، والآن... حان الوقت.
اختفى
الطفل فجأة، وبدأت الأضواء تنطفئ واحدة تلو الأخرى.
خاتمة
الفصل
ظن
إياد أن الماضي انتهى بموت زوجته، لكنه الآن يكتشف أنه كان مجرد بداية. الزائر لم
يكن شخصًا... بل وعدًا قديمًا كُسر، والليل لم يعد ينتهي.
الفصل السادس: عودة الزائر 🩸🕯️
مقدمة
الفصل
مرت
أيام قليلة لم يعرف فيها إياد طعم النوم. كل ليلة، كان يسمع الخطوات نفسها،
الأصوات ذاتها، والهمسات التي تعرف اسمه جيدًا. لكن هذه الليلة... كانت مختلفة. لم
يكن مجرد همس، بل كان صوتًا واضحًا يناديه من خلف الباب:
"إياد... افتح..."
هذه
المرة لم يختبئ خلف الصمت، لم يختبئ خلف الخوف. حمل المصباح واقترب من الباب،
وقلبه يدق بإيقاع ثقيل كأنها طبول ما قبل النهاية.
فتح
الباب ببطء، وكان هناك...
ظل
طفل، يقف بصمت، وجهه مغطى بالضباب، لكن عيناه... تلمعان كجمرتين في الظلام.
قال
الطفل بصوت خافت: "ألم تعدني أن تبقى؟ لماذا تركتني وحدي؟"
ارتجف
إياد، قال بتلعثم: "من أنت؟"
لكن
الطفل لم يُجب. أشار بإصبعه إلى الداخل، ثم اختفى وسط الضباب.
إياد
لم يكن يعرف هل ما رآه كان حقيقيًا، أم مجرد طيف من ذنبه القديم. لكنه حين عاد
للداخل، وجد شيئًا على الأرض...
تلك
الدمية... نفسها... الآن بعينين!
اقترب
منها ببطء، وفجأة سمع صوت خطوات تركض في الطابق العلوي. أسرع نحو السلم، لكن كلما
صعد درجة، خفت الصوت، حتى توقف تمامًا عند باب المرآة المكسورة.
فتح
الباب، فوجد نفسه أمام المرآة مجددًا... لكنها لم تكن مكسورة بعد الآن.
كانت
تعكس غرفة لا يعرفها، لكن في وسطها... جلس الطفل، يبتسم، وخلفه كانت زوجة إياد،
مغمضة العينين، كأنها نائمة.
قال
الطفل: "كل شيء يعود... كل وعد... كل خطيئة..."
خاتمة
الفصل
اقترب
إياد من المرآة، مدّ يده نحو الزجاج، وما إن لمسه، حتى سُحب بقوة إلى الداخل. سقط
في الظلام، ولم يُسمع له صوت. في البيت، توقفت الأصوات... توقفت الطرقات... لكن
المرآة ظلت تعكس شيئًا ما... وجه إياد، يطرق الزجاج من الداخل.
الفصل السابع: النهاية خلف الزجاج 🔮
مقدمة
الفصل
في
الغرفة التي لا يعرفها، كان إياد يركض في دوائر، كل باب يفتحه يقوده إلى الباب
ذاته. لا يوجد نوافذ، لا يوجد هواء، فقط ضوء باهت ينبعث من السقف، لا مصدر له. كل
شيء مقلوب، صامت، وكأن الزمن ذاته توقف.
وفجأة،
سمع صوتًا مألوفًا...
"لقد وعدتني، إياد... لماذا نسيتني؟"
كان
الصوت يأتي من كل مكان. ومن قلب المرآة، ظهر الطفل مجددًا. لكن هذه المرة لم يكن
وحده. كانت زوجة إياد تمشي خلفه، ببطء، كأنها نائمة أو مقيّدة بخيط غير مرئي.
صرخ
إياد: "من أنت؟ ماذا تريد؟ دعها تذهب!"
أجابه
الطفل بهدوء: "أنا مجرد ظل لوعدٍ لم يُوفَ... لصرخة لم تُسمع... لموت لم يُبك..."
أغلق
الطفل عينيه، وبدأت الجدران تتحرك، تتحول إلى مرايا، تعكس وجوهًا لا حصر لها. كل
وجه كان يعرفه إياد... وكلهم كانوا يصرخون.
النهاية
خارج
المنزل، عثر الجيران على الباب مفتوحًا. كل شيء كما هو، لكن لا أثر لإياد أو
زوجته. على الطاولة، كانت هناك دمية... تبتسم.
بعد
سنوات، أصبح البيت مهجورًا. يقول السكان إنهم يسمعون طرقات بعد منتصف الليل، همسات
تنادي باسم إياد، ووجوه تظهر في المرآة حين لا يكون أحد في الغرفة.
وحين
تجرؤ أحد الأطفال يومًا على لمس المرآة... اختفى.
وقيل
إن هناك ظلًا جديدًا في الغرفة... صغيرًا... يبكي.
النهاية... أو ربما مجرد بداية أخرى.