قصص الرعب والغموض: الستار الأسود
قصص الرعب والغموض: الستار الأسود
🕯️ الفصل الأول: همسات الستار الأسود
مقدمة الفصل
في كل
مدينة قصة لا تُروى، وفي كل منزل قديم سرّ دفين. ولكن "منزل آل الرمّاح"
لم يكن مجرد بيت قديم في طرف المدينة، بل كان فصلاً من كتاب مظلم لم يُفتح بعد.
والليلة، سيُسحب الستار عن أول سطر من تلك الحكاية... الستار الأسود.
المشهد الأول: الغريب عند البوابة 🕷️
كانت
الساعة تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل، حين ظهرت تلك الظلال الممتدة على سور
الحديقة القديمة. الرياح تعصف بأوراق الأشجار اليابسة، تصدر صفيرًا كأنها نواح
أرواح عالقة بين الحياة والموت.
من
بعيد، وقف "سليم"، الصحفي الشاب، يحدّق إلى بوابة الحديد الصدئة التي
تفصل العالم الحقيقي عن عالم ما وراء الستار. لم يكن وجوده هناك مصادفة، بل نتيجة
رسالة غامضة وصلته عبر البريد الإلكتروني، من مرسل مجهول، تحمل عنوانًا واحدًا: "افتح الستار الأسود، وستعرف من أنت."
كانت
الجملة محفوفة بالغموض، لكن شيئًا داخله حرّضه على المجيء، كأن هناك قوة خفية
تدفعه نحو المنزل.
همس
لنفسه:
"ما الذي سأجده في الداخل؟ وماذا يعني
هذا الستار الأسود؟"
تقدم
بخطى حذرة نحو الباب، ولمجرد لمسه المقبض البارد، انفتح دون جهد، صريره يُشبه أنين
شخص يتألّم في الظلام...
المشهد الثاني: الظهور الأول للستار 🕸️
دخل
"سليم" إلى الردهة. الرائحة كانت مزيجًا بين العفن والبخور القديم،
والجو مشبع بالكآبة. الجدران تكسوها ورق الحائط الممزق، والستائر المتهالكة تتمايل
رغم أن النوافذ مغلقة.
لكن
أكثر ما جذب انتباهه هو ذلك الستار الأسود الذي يغطي فتحة في الجدار، لم يكن بابًا
ولا نافذة... بل أشبه بشقّ في الجدار، يبتلع الضوء. ستار ثقيل، من قماش داكن لامع،
لا يتحرك مهما اشتدت الرياح داخله.
اقترب
"سليم" منه، يمدّ يده ليلمسه، فتتسارع دقات قلبه بشكل غير طبيعي. كأن
الستار حيّ، يراقبه، يتنفس.
وفجأة،
سمع صوتًا خافتًا خلفه...
"لا تلمسه... ليس الآن."
استدار
بسرعة، فلم يجد أحدًا. مجرد ظل لحظة ثم اختفى.
المشهد الثالث: ملفّات آل الرمّاح 🔍
صعد
"سليم" إلى الطابق الثاني، حيث المكتبة المغلقة. وجد مفتاحًا صغيرًا
داخل مزهرية مكسورة عند المدخل، وكأن أحدهم تركه له عن قصد.
فتح
المكتبة، وبدأ في تفحّص الملفات القديمة. كان كل شيء مغبرًا، وكأن الزمن توقف
هناك. من بين الأوراق، وجد ملفًا بعنوان: "مشروع الستار الأسود – غير مكتمل".
فتح
الملف وقرأ بصوت مرتجف:
"بدأت التجارب في عام 1961، على يد
الدكتور ناصر الرمّاح، باستخدام قماش كربوني ممزوج بتركيبة من الرماد البشري.
الستار لا يحجب فقط، بل يعزل. من يمرّ من خلفه… لا يعود."
ابتعد
"سليم" عن الورقة، عرق يتصبب من جبينه، وبدأ يشعر بشيء يُراقبه من
الزاوية... كان الستار في الطابق السفلي يهتز!
خاتمة الفصل
نزل
"سليم" مسرعًا، ليجد الستار مفتوحًا نصف فتحة، والظلام خلفه كثيف، ينبض
كما لو كان كائنًا حيًّا. من داخل الفتحة، برزت يد سوداء اللون، مغطاة بقماش،
كأنها جزء من الستار نفسه…
تراجع
مذعورًا، يتلعثم بصوت مبحوح:
"ما هذا المكان؟!"
لكن
الجواب لم يكن صوتًا... بل صدى غامض في رأسه:
"مرحبًا بك خلف الستار... حيث تنتهي
الحقيقة، وتبدأ الكوابيس."
🕯️ الفصل الثاني: الحجرة رقم 9 – لا أحد يخرج منها حيًّا
مقدمة الفصل
ليس كل
باب يُفتح يُراد له أن يُغلق مجددًا، وليس كل غرفة تُضاء يُراد لها أن تُرى. في
منزل "آل الرمّاح"، هناك حجرة لم تُذكر في أي مخطط، ولم ترد في أي
سجل... لكنها موجودة، وتنتظر من يجرؤ على فتحها.
المشهد الأول: الهمسات خلف الجدار 🔦
صوت
الباب يُغلق خلف "سليم" من دون أن يلمسه. الستار الأسود يعود إلى وضعه
المغلق... لكنه لم يعد كما كان. صار ينبض.
وقف
لوهلة في الردهة، يسمع أنفاسه تتسارع، وعقله يعجز عن تفسير ما رآه. فجأة، سمع صوت
خطوات خفيفة تأتي من الأعلى. صوت فتاة صغيرة تضحك وتقول:
"إنه لا يعرف بعد... لم يرَ الغرفة."
رفع
رأسه بسرعة، فلم يجد أحدًا. الضوء الخافت القادم من الطابق الثاني ارتجف للحظة،
كأنه يُخفي شيئًا خلفه.
صعد
السلم ببطء، يضع قدمه على الدرجات الخشبية المتآكلة، وكل صريرٍ منها وكأنه إنذار.
المشهد الثاني: رقم محفور على الحائط 🩸
في
نهاية الممر العلوي، لاحظ بابًا صغيرًا، يختلف عن باقي الأبواب. ليس فيه مقبض، ولا
نافذة، لكنه يحمل رقمًا محفورًا على الخشب: (9).
لم يكن
هذا الرقم ظاهرًا في أي من الخرائط التي بحث فيها قبل مجيئه. مدّ يده، حاول أن
يدفع الباب، لكنه لم يتحرك. في تلك اللحظة، سمع صوت خربشة خلفه. التفت فرأى قطة
سوداء، تقف قرب الستارة في نهاية الممر، تحدّق فيه بعيون زجاجية.
اقترب
منها بحذر، لكن القطة هجمت على الحائط بجانب الباب، تحفر بأظافرها، حتى انشقّ
الحائط قليلاً، كاشفًا عن ثقب صغير... ومنه انطلقت رائحة عفن مختلط بالدم.
ثم سمع
الصوت:
"لقد عاد... لقد عاد..."
المشهد الثالث: داخل الحجرة 9 👁️
انفتح
الباب من تلقاء نفسه. الغرفة باردة بشكل غير طبيعي، الحوائط مشبعة برطوبةٍ لها طعم
في الهواء. الأرضية تغطّيها بقع داكنة، والسقف يتدلّى منه حبل مهترئ.
دخل
"سليم" رغم الرعب، كأن شيئًا ما يجذبه من عنقه. اقترب من السرير ببطء،
يمدّ يده المرتجفة نحو الغطاء، وحين سحب الملاءة...
لم يكن
هناك جسد.
بل حفر
صغيرة في شكل يدين وقدمين، محفورة على الفراش، كأن الجسد قد ذاب فيه.
وفجأة،
تُغلق الباب خلفه بعنف!
أصوات
خطوات سريعة تدور حوله، همسات، صراخ أطفال، وضحكة امرأة، ثم... صمت مطبق.
حاول
فتح الباب، ضربه بكل قوته، لكنه لا يتحرك.
ثم رأى
المرآة على الحائط المقابل... لكنها لم تعكس صورته، بل عرضت مقطعًا قصيرًا لرجلٍ
يُشنق بالحبل المتدلّي من السقف... نفس الغرفة، نفس الموضع، ولكن ليس هو... بل
رجلٌ يشبهه كثيرًا.
المشهد الرابع: رسالة من الماضي 📜
وجد
على الأرض صندوقًا خشبيًا صغيرًا. فتحه فوجد دفتر مذكرات، تعود لعام 1965. خط
باهت، لكنه واضح:
"اليوم الخامس... التجربة فشلت.
الستار أصبح واعيًا. الغرفة التاسعة التهمت الدكتور ناصر. كل من دخلها لم يخرج.
أكتب هذه الكلمات الأخيرة، عسى أن يصل أحد إلى هنا... لا تفتح الستار. لا تدخل
الغرفة 9."
كانت
التوقيع: رنا الرمّاح.
ارتعد
جسد "سليم"، وهو يتذكر اسم "رنا"... إنه الاسم الذي كان على
القبر المهجور في فناء المنزل بالخارج، الطفلة التي ماتت في ظروف غامضة.
ثم،
جاء الصوت مجددًا... هذه المرة كان خلفه مباشرة:
"لكنك فتحتها يا سليم... والآن لن
تُغلق."
خاتمة الفصل
الغرفة
بدأت تتغير. الجدران تذوب كأنها جلد حيّ، والسقف يتشقق، تظهر منه عيون تراقب،
وصرخات تصدح من عمق الجدران. حاول "سليم" أن يصرخ، لكن صوته لم يخرج.
تسارعت
دقّات قلبه، وبدأت الغرفة تدور حوله. وعند آخر لحظة قبل أن يسقط مغشيًا عليه، رأى
مجددًا الستار الأسود... هذه المرة، داخل الغرفة 9، وكان مفتوحًا تمامًا، يدعوه
للعبور.
🕯️ الفصل الثالث: الممر الذي لا نهاية له – الطريق إلى اللاواقع
مقدمة الفصل
أحيانًا
لا يكون الهروب إلى الأمام خيارًا، بل سقوطًا متسلسلًا نحو واقع مقلوب. حين تُفتح
بوابة اللاواقع، لا تعود للزمن قيمة، ولا تبقى للمكان ملامح. هناك، في الممر
المظلم خلف الستار... يُمحى كل من دخل.
المشهد الأول: العبور خلف الستار 🌫️
استيقظ
"سليم" وهو مستلقٍ على الأرض الباردة. عيناه بالكاد تفتحان، وأنفاسه
متقطعة. الضوء خافت، والمكان حوله غير مألوف. لا يوجد باب، لا نافذة، فقط الستار
الأسود... ما زال مفتوحًا.
لكنه
هذه المرة، بدا مختلفًا. كأنه لا ينتمي للعالم الذي يعرفه. الستار لا يتحرك، لكن
خلفه... لم يكن هناك جدار.
بل ممر.
ممر
طويل، لا نهاية له، جدرانه تتحرك كأنها تئنّ. الأرضية ملساء كالماء، لكن القدم لا
تغوص فيها.
تردّد
للحظة. عقله يصرخ أن يعود، أن يهرب. لكن لا طريق للرجوع... الغرفة 9 اختفت. لم
يبقَ سوى هذا الطريق. فمشى.
المشهد الثاني: مرايا الضياع 🪞
لم
يمضِ وقت طويل حتى بدأ الممر يتغير. ظهر على الجدران صفٌ من المرايا، لكنها لم
تعكس صورته كما ينبغي. كل مرآة تُظهر نسخة مختلفة منه:
- واحدة
يظهر فيها طفلاً يبكي تحت المطر.
- أخرى يُرى
فيها ميتًا داخل نعش مغلق.
- ثالثة
تُظهره وهو يقتل شخصًا مجهولًا.
صرخ
وهو يركض بين المرايا، يحاول أن يزيح نظره، لكنه كلما أسرع، ازداد عدد المرايا.
وكل واحدة تزداد رعبًا، وتُظهر أجزاء من ماضٍ لا يذكره.
توقف
فجأة أمام مرآة تكاد تبتلع الجدار... فيها رأى وجهًا لا يشبهه، لكنه يرتدي نفس
ملابسه.
وجهٌ
مشوّه، يبتسم بعينين فارغتين، ويقول:
"أنت لست سليم، أنت ما خلف الستار."
ثم
تهشّمت المرآة من تلقاء نفسها، وانطلقت منها صرخة حادة أفقدته التوازن وأسقطته
أرضًا.
المشهد الثالث: رسائل الحائط 🩶
نهض
"سليم" وهو يتنفس بصعوبة. بدأ يرى كلمات تُكتب تلقائيًا على الجدران:
- "كُن كما
أنت، أو لا تكن على الإطلاق."
- "الخروج
ليس خيارًا، بل خيانة."
- "الستار لا
يُغلق حتى يُشبَع."
وبين
هذه الكلمات، ظهرت صورة وجه "رنا الرمّاح"، بعينين دامعتين، تهمس له من
الحائط:
"أبي اختفى هنا... وأمي لحقت به...
وأنا... أنا لم أخرج قط."
مدّ
يده نحو الصورة، لكن الجدار سحبها نحوه، وكاد يبتلع يده، لولا أنه انتزعها في
اللحظة الأخيرة.
عاد
يسمع صوت الخطوات... ليست بشريّة. خطوات زاحفة، لزجة، تقترب من خلفه.
المشهد الرابع: كيان الظل 🕳️
استدار
"سليم" وهو يشعر بأن شيئًا يطارده. خلفه، في أقصى الممر، وقف كيان أسود،
بلا ملامح، طويل، يمتد كأن جسده مائع.
كان
يتحرّك بلا صوت، لكن كلما تحرك، تشتد برودة المكان، ويخبو الضوء أكثر.
ركض
"سليم"، صوته يختفي، تنفّسه يختنق. شعر بأن الممر لا ينتهي، وأن قدميه
لا تحمله، بل الأرض تحركه.
كل ما
يسمعه هو صدى داخلي يقول:
"أنت الذي استدعيتنا. لا تُنكر دعوتك."
ثم رأى
نورًا في نهاية الممر... ضعيفًا، لكن موجود. مدفوعًا بالخوف، ركض نحوه، وهو يشعر
بأن الكيان يقترب منه أكثر فأكثر...
خاتمة الفصل
وصل
إلى نهاية الممر، فوجد بابًا خشبيًا قديمًا، يشبه باب كنيسة مهجورة. عليه نُقشت
كلمات بلغة لا يعرفها، لكنها بدت مألوفة في عقله.
مدّ
يده ليفتح الباب، لكن صوته الداخلي صرخ:
"إن فتحت هذا الباب... لن تعود كما
كنت."
لكنه
فتحه، ودخل...
وكان
بانتظاره عالمٌ آخر، لا يخضع لقوانين الفيزياء، ولا يعرف الضوء من الظلام.
عالم
الستار الأسود الحقيقي... حيث كل شيء يتنفس، وكل فكرة تُسمع، وكل خوف يتحوّل إلى
واقع.
🕯️ الفصل الرابع: أصوات من العالم الآخر – اعترافات الكيانات الخفية
مقدمة الفصل
حين
يعبر المرء بوابة اللاواقع، لا يعود وحده. هناك، في الظلمة التي لا تنتهي، تعيش
أصوات مغمورة، كائنات تائهة بين الأبعاد، تنتظر من يسمعها، من يعترف بها... ومن
يدفع الثمن.
المشهد الأول: عالم الظلال الموشوشة 🌫️
فتح
"سليم" الباب ببطء، ودخل إلى غرفة تتوهج بضوء غريب، أشبه بضوء القمر
المائل. الحوائط من مادة غير معروفة، تشبه الزجاج السائل، تتحرك برقة كما لو أنها
تتنفس.
استدار،
فوجد نفسه في قاعة كبيرة، وسطها عمود ضوء أبيض نابض يحيط به آلاف الأشكال الشبحية،
تتراقص على وقع همسات متداخلة.
الكيانات
كانت:
- شفافة،
كأنها أرواح،
- بعضها
يشبه البشر، لكن بعيون فارغة،
- البعض
الآخر تحوّل إلى مخلوقات غريبة، لا يمكن وصفها بالكلمات.
بدأت
الأصوات تتضح، همسات مزيج من الألم والندم، تردد أسماء، طلبات، ووعودًا مكسورة.
المشهد الثاني: اعترافات رنا الرمّاح 🖤
ارتفعت
بين الظلال صورة فتاة صغيرة، ذات عينين غائرتين كبحرٍ عميق. كانت "رنا"،
صوتها حزين ومليء بالندم:
"كنت محاصرة هنا... بين عالمكم
وعالمهم... بين الحقيقة والكذبة. أبي، الذي جرب فتح الستار، جلب لعنة لا تنتهي.
أمي توفيت تحاول إنقاذه... وأنا بقيت هنا، لا مكان لي إلا بين الظلال."
تابع
صوتها:
"الستار الأسود ليس مجرد حجاب، بل
بوابة... بوابة لعالم يبتلع النفوس. من يفتحها، يصبح عبداً للأصوات... للماضي...
للخوف."
ظهر
أمامه صورة لكتاب قديم، صفحات مصنوعة من جلد، تحوي طلاسم وأسرار منسية.
المشهد الثالث: همسات الماضي وحكايات الكيانات 👻
همسات
أخرى بدأت تملأ القاعة، كل كيان يعترف بقصته:
- روح
الطبيب "ناصر"، الذي حاول البحث عن علاج للستار، لكنه ضل طريقه.
- ظل امرأة
تُدعى "ليلى"، ضحية طقوس قديمة لاستدعاء الأرواح.
- كيان
مجهول، لا يعرف أصله، لكنه يُهدد بابتلاع كل من يعبر.
كل
اعتراف كان يضيف قطعًا جديدة للغز الستار الأسود، كل منها يكشف سبب الرعب، الغموض،
واللعنة التي تحوم فوق منزل آل الرمّاح.
المشهد الرابع: مواجهة الحقيقة 🔥
تجمّع
كل الظلال حول "سليم"، وبدأت الأصوات تتداخل بشكل مزعج:
"أنت المفتاح... هل ستغلق الستار، أم
ستُطلق لعنة أخرى؟"
شعر
"سليم" بأن قواه تذبل، وأن المكان يضغط عليه بثقل لا يُطاق.
لكن
فجأة، ظهر بين الأصوات صوت حاد وواضح:
"أنا رنا، أريد الحرية، أريد السلام."
اقتربت
صورة "رنا" منه، ومدّت يدها. في تلك اللحظة، أدرك أن الحل هو مواجهة
الستار، واستخدام ما تعلمه من الماضي ليحرر الجميع... أو يغرق في الظلام إلى الأبد.
خاتمة الفصل
الستار
الأسود لم يكن مجرد غموض، بل كابوس حي. وكل من يجرؤ على كشفه، يكتشف أن الرعب
الحقيقي هو في مواجهة النفس والظلال المختبئة فيها.
"سليم" الآن أمام خياره: إما أن
يصبح جزءًا من الستار الأسود، أو أن يحاول تحرير الأرواح المأسورة مهما كان الثمن.
🕯️ الفصل الخامس: رحلة التحرير – مواجهة الظلال
مقدمة الفصل
كل
قرار له ثمن، وكل مواجهة تكشف عن أبعاد جديدة للرعب. عندما يقرر "سليم"
مواجهة الستار الأسود، يبدأ صراع داخلي بين الخوف والأمل، بين ما هو مرئي وما هو
مدفون في الأعماق.
المشهد الأول: استدعاء القوة الداخلية ⚡
وقف
"سليم" وسط القاعة، يحدق في عمود الضوء الأبيض. تردد في البداية، لكنه
استجمع شجاعته، وتذكر كلمات رنا:
"الستار يُغلق فقط إذا جُمع الحُب،
الخوف، والندم... معًا."
بدأ
يردد بصوت خافت:
"أنا هنا... لأغلق الستار، لأحرركم
جميعًا."
تغيرت
الأجواء فجأة، وأحس بقوة تجتاحه من الداخل، كما لو أن الستار يتنفس معه.
المشهد الثاني: اختبار الألم والذاكرة 🔥
ظهر
فجأة ممر جديد من الضوء، يحمل ذكريات "سليم" المؤلمة:
- وفاة
والده في حادث غامض،
- انفصال
والدته عنه،
- شعور
الوحدة والخوف المستمر.
تحدّث
مع نفسه بصوت مرتجف:
"هل أستطيع أن أواجه كل هذا؟ هل
أستطيع أن أتجاوز ألمي لأكون أقوى؟"
كل
ذكرى كانت تختبره، وكل اختبار كان يفتح جزءًا من الستار يغلقه.
المشهد الثالث: لقاء الكيان المجهول 🌑
بينما
كان يمضي في الممر، ظهر الكيان الأسود الطويل من جديد، لكن هذه المرة كان مختلفًا.
اقترب
منه ببطء، وظهر له وجه مشوه ولكنه بدا وكأنه يعاني.
قال
بصوت مبحوح:
"أنا الحارس، الخوف الذي ولدت من رحم
الظلام. أنت تجرؤ أن تواجهني؟"
رد
"سليم" بقوة غير متوقعة:
"أنا لست خائفًا منك بعد الآن. أنا
أريد أن أنهي هذا الكابوس."
اشتعل
الممر بألوان غريبة، وبدأ الكيان يتلاشى شيئًا فشيئًا، كأن النور بدأ يقتله.
المشهد الرابع: إغلاق الستار – الحرية أو السقوط؟ 🌅
وصل
"سليم" إلى قلب الستار الأسود، حيث تلتقي جميع الطرق، وهناك رأى مفتاحًا
مصنوعًا من الضوء.
مع كل
خطوة نحو المفتاح، تردد داخله صراخ الأرواح، لكن رنا ظهرت إلى جانبه، تمد يدها له:
"خذ المفتاح، واغلق الستار. لكن كن
مستعدًا لكل شيء."
أمسك
"سليم" بالمفتاح، وأغلق عينيه. شعر بأن قوة هائلة تجتاحه، لكنه كان يعلم
أن هذه النهاية أو بداية جديدة.
خاتمة الفصل
الستار
الأسود أُغلق، لكن الثمن كان غامضًا. هل نجا "سليم"؟ هل تحررت الأرواح؟
أم أن الرعب سيعود بطريقة أخرى؟
كان كل
شيء ينتظر في الظلام، لكن هناك وميض أمل صغير... يكفي لأن يستمر.
🕯️ الفصل السادس: ما بعد الستار – الحقيقة المظلمة
مقدمة الفصل
بعد أن
أُغلق الستار الأسود، تبدأ رحلة جديدة. رحلة بين الحقيقة والوهم، حيث لا يعلم أحد
إن كانت النهاية بداية، أم أن الظلام قد استعاد قوته من جديد.
المشهد الأول: العودة إلى الواقع؟ 🌫️
استفاق
"سليم" فجأة على أرضية غرفته. النور خافت، والهدوء يعم المكان. نظره
سريعًا حوله، لكن كل شيء بدا كما هو. حتى الستار الأسود اختفى من حياته.
لكن
شيء ما تغير في أعماقه. كان يسمع همسات خافتة بين أركان الغرفة، وكأن الستار لم
يرحل تمامًا.
لم
يستطع تحريك يده، ثم تذكر المفتاح الذي كان يحمله في عالم اللاواقع، لكنه الآن...
اختفى.
المشهد الثاني: الصدى الخفي 👁️
بدأ
"سليم" يشعر بوجود مراقب غير مرئي، ظل يتبعه في كل خطوة. كلما حاول
تجاهله، كان الصوت يزداد وضوحًا:
"أنت لم تنجُ بعد، يا سليم... الرعب
جزء منك الآن."
أدرك
أن الستار الأسود ترك بصمة لا تُمحى في روحه.
المشهد الثالث: رسالة من رنا 🖤
في
إحدى الليالي، ظهر له حلم غريب، حيث رنا كانت تنتظره في مكان مظلم، تحمل رسالة
مكتوبة:
"الستار لن يُفتح بعد الآن، لكن حذارِ
من الفتح الداخلي. الرعب الحقيقي يبدأ من القلب."
استيقظ
"سليم" وهو يهتز، مدركًا أن المعركة الحقيقية ليست مع الستار، بل مع
نفسه.
المشهد الرابع: ظل جديد في الأفق 🌑
بينما
كان يحاول استعادة حياته، بدأت ظلال مظلمة تتجمع في الزوايا. همسات الكيانات
القديمة تزداد قوة، لكن هذه المرة كانت مختلفة.
كان
هناك كيان جديد، أعظم من كل ما عرفه، ينتظر فرصته في الظلام.
خاتمة القصة
الستار
الأسود أُغلق، لكن الرعب لا يموت. يختبئ، يترقب، ينتظر اللحظة المناسبة ليعود.
وهكذا
تبقى الحقيقة الوحيدة واضحة:
"ليس كل ما يُغلق يُنسى، وليس كل ما
يُخفي يختفي."
"سليم" يعيش الآن بين عالمين،
بين نور وهم، بين سلام ورعب، يحمل في قلبه عبء الستار الأسود، ويحاول أن يجد طريقه
في ظلاله.