قصص واقعية: بين حلم وحقيقة

🌓 بين حلم وحقيقة


قصص واقعية: بين حلم وحقيقة
قصص واقعية: بين حلم وحقيقة


قصة واقعية مشوقة مليئة بالغموض والخوف

📖 الفصل الأول: بداية الاضطراب


مقدمة الفصل:
كانت الساعة تقترب من الثانية بعد منتصف الليل، والمدينة تهمس بأسرارها في الظلام. وبين الجدران الباردة لشقة في الطابق الخامس، بدأ كل شيء...

المشهد:
"سامي" شاب في منتصف الثلاثينات، يعمل كمهندس معماري، معروف بدقته وهدوئه. يعيش وحده في شقة صغيرة تطل على شارع مزدحم، لكن في الليل، يتحول هذا الشارع إلى مسرح من الأشباح الساكنة. في تلك الليلة، استيقظ سامي على صوت طرق خافت على الباب... ثلاث طرقات متباعدة، كأنها قادمة من عمق حلمٍ لم يكتمل.
فتح عينيه ببطء، نظر إلى الساعة بجانبه. "2:03"، همس لنفسه.
مشى بتردد نحو الباب، وقبل أن يفتحه، توقف. لا أحد من أصدقائه يأتي في هذا الوقت. وضع عينه على الثقب... لا شيء. فراغ.
عاد إلى سريره، محاولاً إقناع نفسه أنه يتوهم. لكن قبل أن يستسلم للنوم، سمعها مجددًا... هذه المرة، كانت الطرقات أقرب، كأنها على باب غرفته الداخلية. قفز من مكانه، قلبه يخفق بجنون.

نهاية الفصل:
أشعل النور في كل الغرف. لا شيء. لكنه أحس بها... تلك البرودة التي لا تأتي من الجو. شيء ما دخل حياته، شيء بين الحلم والحقيقة.

🕯️ الفصل الثاني: زائر منتصف الليل


مقدمة الفصل:
في اليوم التالي، حاول سامي نسيان ما حدث، لكنه لم يكن يعلم أن ما بدأ بتخيل بسيط، سيتحول إلى كابوس يقلب حياته رأسًا على عقب.

المشهد:
في العمل، كان شاحبًا، بالكاد يستطيع التركيز. سأله زميله "فؤاد":
– "إنت كويس يا سامي؟ شكلك تعبان جدًا."
رد بتردد:
– "ما نمتش كويس... حسيت إن في حد بيخبط على باب بيتي... بس مفيش حد."
فؤاد ضحك بسخرية، لكنه سرعان ما صمت عندما رأى في عيني سامي شيئًا مختلفًا... خوفًا حقيقيًا.
في الليلة التالية، عاد سامي مبكرًا، أغلق كل الأبواب بإحكام، ونام مبكرًا. لكنه لم يحلم بشيء... بل استيقظ على صوت خافت... أنفاس.
كان الصوت يأتي من أسفل سريره.
اقترب ببطء، جاثيًا على ركبتيه، رفع الغطاء... لم يكن هناك شيء. لكنه شعر بيد باردة تلامس قدمه.
قفز مذعورًا، أخذ المصباح اليدوي وفتش كل أرجاء الغرفة... لا أحد.
وفي اليوم التالي، بدأ يلاحظ أمورًا غريبة: أوراق عمله تُبعثر، الصور على الجدران تتغير أماكنها، وأحيانًا يجد رسالة مكتوبة بخط لا يعرفه على مرآة الحمام:
"أنتَ من اخترت، فلا تتراجع الآن."

نهاية الفصل:
لم يعد يعرف إن كان مستيقظًا أم نائمًا. كل ما يعرفه، أن هناك شيئًا ما... يتربص به من الظلال.

الفصل الثالث: الماضي الذي لا يموت


مقدمة الفصل:
للهروب من حالة الذعر، قرر سامي زيارة والدته، التي تعيش في الريف، لعل التغيير يريحه. لكنه لم يكن يعرف أن ماضيه المدفون بعمق، سينبش في تلك الليلة.

المشهد:
في الطريق إلى الريف، كانت الغيوم تغطي السماء، والأمطار بدأت تهطل بغزارة. وصل إلى بيت والدته بعد ثلاث ساعات من القيادة، احتضنته بحرارة، لكنه كان شاردًا.
وفي المساء، جلس معها يشرب الشاي. سألته:
– "مالك يا ابني؟ عيونك مش مطمئنة."
تردد، ثم قرر أن يخبرها. وعندما أنهى، خيم الصمت.
نظرت إليه بعينين فيهما حزن عميق، وقالت:
– "فاكر البيت اللي سكنا فيه أول سنة بعد ما مات أبوك؟"
– "أكيد، ليه؟"
– "كنت بتكلم في نومك، وبتقول كلام مخيف... وكنت دايمًا تحكيلي عن راجل طويل بيقف جنب سريرك... لكن الدكتور قال وقتها إنها صدمة من موت والدك."
تجمد سامي في مكانه.
– "بس ماما، الحاجات دي رجعت تاني... بنفس التفاصيل، يمكن أكتر."
وفي تلك الليلة، حلم سامي بالبيت القديم. رأى نفسه طفلًا، يختبئ تحت الطاولة، والرجل الطويل يقترب منه، وجهه مغطى بالكامل، لكن صوته كان واضحًا:
"وعدتني... واللي يوعد، لازم يوفي."
استيقظ يصرخ، ويده تنزف من دون سبب ظاهر.

نهاية الفصل:
الذكريات عادت، وأصبحت أكثر واقعية من الواقع نفسه. سامي أدرك الآن... أن ماضيه لم يكن خيالًا، بل نداءً مؤجلًا.

📜 الفصل الرابع: طقوس الحقيقة


مقدمة الفصل:
عاد سامي إلى المدينة، مصممًا على اكتشاف الحقيقة. بحث في دفاتره القديمة، في الصور، في الرسائل القديمة، حتى وجد شيئًا... صورة قديمة بها رجل يقف في الخلفية، طويل جدًا، يرتدي ملابس سوداء.

المشهد:
استعان بصديق له يعمل في مجال الماورائيات، يُدعى "سليم"، رجل غريب الأطوار، لكنه ذكي بشكل مخيف.
نظر سليم إلى الصورة وقال:
– "ده كيان قديم جدًا... مش مجرد شبح، ده حاجة بتحصل لما طفل يوعد كيان غريب بحاجة، وبعدين ينسى."
– "بس أنا ما وعدتش حاجة!"
– "أحيانًا الوعد بيكون لعب... أو كلمة قلتها وإنت صغير، بس الكيان أخدها على محمل الجد."
بدأ سليم في تنفيذ طقوس غريبة، شموع وأدخنة وأصوات، حتى امتلأت الشقة برائحة حارقة.
وفجأة، انكسر زجاج المرآة، وظهر وجه الرجل الطويل... بوضوح.
صرخ سامي، بينما بدأ كل شيء يدور حوله.
في خضم الفوضى، سمع صوت الرجل:
"تعال... تعال للمكان اللي بدأت فيه اللعبة."

نهاية الفصل:
لم يعد هناك شك. على سامي العودة إلى البيت القديم... المكان الذي بدأت فيه اللعبة بين الحلم والحقيقة.

🌩️ الفصل الخامس: المواجهة الأخيرة


مقدمة الفصل:
في ليلة عاصفة، قاد سامي سيارته نحو البيت المهجور في حيّ "عين الشيطان"، حيث عاش عامه الأول بعد وفاة والده. المنزل كان كما هو... مهجورًا، مكسوًا بالغبار، وصدى الذكريات يعلو في جدرانه.

المشهد:
دخل سامي مترددًا. المصباح اليدوي في يده، وقلقه يسير أمامه.
كل شيء كان صامتًا، حتى سمع صوت خطوات... بطيئة، تقترب.
التفت، ورآه. نفس الرجل، لكن هذه المرة لم يكن حلمًا.
قال له بصوت أجوف:
– "عدتَ، كما يجب."
– "إنتَ إيه؟!"
– "أنا ظلّك... وعدك... ندمك."
وفجأة، انقلب المكان. صار البيت مليئًا بالأصوات والصور، كأن ذكرياته كلها انفجرت في لحظة.
رأى نفسه طفلًا، يخاطب الرجل:
– "لما تكبر، تعالى العب معايا تاني."
كان وعدًا، نسيه، لكنه سجّل على جدار الروح.
في لحظة جنونية، أمسك سامي بمصحف صغير كان في جيبه، وبدأ يقرأ. كان قلبه يخفق، عرقه يتصبب، لكنه قرأ بيقين.
بدأ الظل يصرخ، يذوب... حتى اختفى.

نهاية الفصل:
عندما أشرقت الشمس، كان سامي جالسًا على عتبة البيت، منهكًا، لكنه حرٌّ لأول مرة.

🧠 خاتمة القصة: بين الحلم والحقيقة


ما عاشه سامي لم يكن حلمًا، ولم يكن حقيقةً كاملة. كان بينهما. درسٌ عميق عن قوة الطفولة، وعن الوعود التي نقطعها دون أن ندرك معناها.
لكنه الآن يعرف الحقيقة...
أن هناك عوالم لا تُغلق أبوابها إلا بالشجاعة، وأن الخوف لا يُهزم إلا عندما نواجهه وجهاً لوجه.
أبو ياسر المغربي
أبو ياسر المغربي
تعليقات