قصص قصيرة عن الخيال العلمي: زائر من المستقبل

قصص قصيرة عن الخيال العلمي: زائر من المستقبل

قصص قصيرة عن الخيال العلمي: زائر من المستقبل
قصصي بالعربي


الفصل الأول: الزمن المكسور

مقدمة المشهد

كان الهواء ثقيلاً في تلك الليلة، وكأن شيئًا ما يراقب من بعيد. المدينة نائمة، لكن الرياح همست بأصوات غريبة، كأنها تتلو نبوءة قديمة.

نص المشهد

في زاوية شارع مهجور، وقف "يونس" محدقًا في ساعته اليدوية. لم يكن الوقت متأخرًا، لكن كل شيء من حوله بدا وكأنه توقف. المصابيح ترتجف بإيقاع غريب، والظلال تمتد وتتقلص كأنها تتنفس.
فجأة، صدرت فرقعة كهربائية في الهواء، وظهر أمامه وميض أزرق شاحب. تشكلت أمامه هيئة بشرية، لا تحمل ملامح واضحة، مغطاة ببزة معدنية تعكس الضوء كالماء.
صوت معدني خرج من الكيان:
— "يونس. تم اختيارك."
تجمد الدم في عروقه، وكأن برودة الفضاء اخترقت جلده. حاول الصراخ لكن صوته خُدر، ولسانه التصق بسقف حلقه.

خاتمة المشهد

قبل أن يتمكن من الحركة، اختفى الكيان كما ظهر، وترك خلفه رقماً محفورًا على الأرض: 2099.
ولم يكن هناك تفسير… إلا أنه لم يعد وحيدًا.

الفصل الثاني: نبوءة الغريب

مقدمة المشهد

مرت الأيام، لكن الرقم ظل يحترق في ذاكرة يونس. بدأ يرى الكوابيس، ويسمع أصواتًا لا تفسير لها. شيئًا فشيئًا، صار يشعر بأنه يُراقب.

نص المشهد

كلما حاول يونس نسيان ما رآه، كلما زاد الشعور بالقلق. بدأ يدوّن كل حلم يراه، وكل صوت يسمعه. وكان أكثرها تكرارًا صوت يقول:
— "أوقف المشروع... أو سينتهي كل شيء."
في أحد الأيام، عثر على مذكرة قديمة في مكتبة مهجورة، كانت مطوية داخل كتاب بعنوان "الزمن لا يرحم". داخلها، خريطة زمنية وعليها نفس الرقم: 2099.
وُضعت إشارة على نقطة معينة في الزمن: 12 أكتوبر 2099، بجانبها جملة مكتوبة بخط اليد:
"يبدأ الانهيار هنا."

خاتمة المشهد

بدأ يونس يشعر بأن كل شيء متصل بطريقة لا يفهمها. لكن من كتب هذه المذكرة؟ وكيف عرفت عن رؤاه؟
الأسئلة كانت كثيرة... والإجابات أكثر رعبًا.

الفصل الثالث: المعمل السري

مقدمة المشهد

قاده حدسه إلى ضواحي المدينة، حيث مبنى مهجور تحيط به الأشواك والصمت. كان يعرف أن هناك شيئًا خلف هذا المكان.

نص المشهد

بداخل المبنى، كل شيء كان مغطى بالغبار. لكن خلف أحد الجدران، كان هناك باب معدني مشفّر. وبطريقة غريبة، حين لمس رقمه السري 2099، فتح الباب وحده.
وجد نفسه في معمل مجهز بتقنيات متقدمة لا يمكن أن تكون من هذا الزمن. شاشات تعرض صورًا من المستقبل، وأجهزة تقرأ الموجات الدماغية.
على أحد الجدران، صورة له!
وتحتها وصف:
"المتغير الرئيسي - يجب إيقافه."
لم يكن يصدق ما يرى. لماذا هو؟ وما المشروع الذي يجب إيقافه؟

خاتمة المشهد

وقبل أن يغادر، أضاءت شاشة فجأة، وظهر وجه مألوف... وجهه هو، لكن أكبر بعشرين عامًا.
وقال بصوت مرهق:
"يونس... لا وقت. استمع إليّ، أنا أنت... من المستقبل."

الفصل الرابع: التحول

مقدمة المشهد

أن ترى نفسك في المستقبل أمر صادم، لكن أن ترى نفسك خائفًا، محطّمًا، فهذا كفيل بكسر أعماقك.

نص المشهد

"يونس المستقبلي" أخبره بالحقيقة: في عام 2099، أطلق البشر مشروعًا يُدعى "الانطواء الكوني" لاختراق الزمن. لكن المشروع لم يُحسب بدقة، فتسبب في تداخل الأزمان، وتشوهات زمنية أبادت ملايين البشر.
وهو، يونس، كان العقل المدبّر للمشروع.
أتى من المستقبل لمحاولة إيقاف ذاته الأصغر قبل أن يخطو أول خطوة نحو الكارثة.
يونس لم يعد يعرف أي نسخة من نفسه يجب أن يصدقها. كانت ذكرياته تتغير تدريجيًا، كأن المستقبل يُعيد كتابة ماضيه.

خاتمة المشهد

خرج من المعمل، حاملاً صراعًا داخليًا. هل هو منقذ البشرية؟ أم نهايتها؟
وفي السماء، بدأ ضوء أزرق يظهر مجددًا...

الفصل الخامس: بوابة النهاية

مقدمة المشهد

عندما يقترب الزمن من نهايته، تصبح اللحظات أكثر وضوحًا… وأكثر ألمًا.

نص المشهد

عاد يونس إلى مكان الظهور الأول. الهواء كان يئن، والسماء تنزف ألوانًا غير طبيعية.
ظهرت البوابة. هذه المرة أكبر، تصدر صوتًا كاحتضار كوكب.
خرج منها العشرات، يرتدون نفس الزي المعدني. اقترب منه قائدهم، وقال بصوت يشبه الصدى:
— "لقد فشلت، يونس. الآن، سنعيد ضبط الزمن."
صرخ يونس:
— "أوقفوا كل شيء! دعوني أصلح الخطأ."
لكن الزمن لا ينتظر أحدًا.
فتحوا جهازًا صغيرًا، وأصدر وميضًا أحمر قويًا.

خاتمة القصة

استيقظ يونس في سريره، يتصبب عرقًا.
كان كل شيء طبيعيًا… حتى نظر إلى يده، فرأى نفس الرقم محفورًا فيها: 2099.
والآن، بدأ العد التنازلي.
أبو ياسر المغربي
أبو ياسر المغربي
تعليقات