المستقبل خلف العدسة الذهبية 🌌🔮
قصص الخيال العلمي: المستقبل خلف العدسة الذهبية
الفصل الأول: ظلال العدسة
مدخل
إلى المجهول 📷🕳️
كان الليل يلف المدينة بضباب كأنه أنفاس الأرواح التائهة، والسماء تُنذر بعاصفة لم يرها البشر من قبل. في ركن معتم من مختبر "نوفا تِك" السري، جلس الدكتور ياسين العرابي، عالم الفيزياء العصبية، يحدق في عدسة ذهبية وُضعت على طاولة زجاجية مضيئة.
لم تكن
عدسة عادية. كانت تشع بنور باهت، نابض كقلبٍ ينبض في الظلام. صنعت من معدن مجهول
المصدر، وُجد في حطام مركبة فضائية تحطمت فوق صحراء تاغازوت قبل خمس سنوات. منذ
ذلك الحين، تغير كل شيء في حياة الدكتور ياسين.
كلما
وضعها على عينه، رأى مشاهد لا يمكن تفسيرها: مدن معلّقة في الهواء، آلات تنطق
بلغات غير بشرية، بشر بأعين لا رمش لها، وسماء خضراء تمطر ضوءًا بدل الماء.
بداية
التشويش 👁️🌀
في
إحدى الليالي، قرر ياسين خوض التجربة مجددًا. وضع العدسة على عينه اليمنى. للحظة،
ساد الصمت. ثم، انشقَّ العالم أمامه كصفحة كتاب قديم.
رأى
نفسه يقف في مدينة ذات أبراج زجاجية دائرية، تطوف فوقها كائنات معدنية لها أجنحة
ضبابية. لم يكن هذا حلمًا. كانت المشاهد واقعية إلى حد يرعب العقل.
اقترب
منه رجل بوجه مموّه، كأن الظلال تحجب ملامحه. قال له بلغة مفككة: "أنت
المفتاح... والعدسة هي البوابة. ولكن كل عبور له ثمن."
ثم
دوّى صوت انفجار بعيد، واهتز العالم حتى سقط ياسين مغشيًا عليه.
نهاية
الفصل الأول 🔚💥
استفاق
الدكتور ياسين وهو يتصبب عرقًا، والعدسة ما تزال تشع ضوءًا خافتًا على الطاولة.
بدأ يدرك أن العدسة ليست أداة للرؤية، بل آلة للعبور. ومع كل عبور، شيء في داخله
يتغير... شيء لا يمكن استرجاعه.
لكن ما
هو هذا الثمن؟ ومَن يكون ذاك الرجل ذو الوجه المموّه؟
الفصل الثاني: بوابة الذاكرة 🧠🔁
ارتجاف
الوعي
💡🌀
بعد
مرور أيام من التردد، لم يستطع ياسين مقاومة نداء العدسة. كانت تناديه كلما أُطفئت
الأنوار، كلما سكن الليل. جلس في نفس المكان، وضعها مجددًا.
لكن
هذه المرة لم يرَ مدينة طافية، بل رأى نفسه... في طفولته.
كان في
بيت قديم بطنجة، والدته تطهو، ووالده يقرأ الجريدة. أدرك فجأة أنه لا يتذكر هذا
المشهد أبدًا. لم يكن أحد يعرف تلك التفاصيل سواه، ومع ذلك كان هناك رجل في
الزاوية، بوجه مموه.
عبور
اللازمن 🧭⏳
قال
الرجل: "العدسة لا تريك المستقبل فقط... بل ما تم إخفاؤه عنك." ثم مد
يده، ولمس رأس الطفل ياسين. فصرخ ياسين الكبير، وسقط في هاوية من الضوء.
عندما
استيقظ، كان جسده مبللًا بالعرق، لكنه شعر أن شيئًا ما انكسر داخله. تذكّر شيئًا
كان منسيًا: حادثة اختطافه عندما كان في التاسعة. قيل له إنها كانت مجرد هلوسة.
لكن الآن، تذكر العيون اللامعة، والإبر التي اخترقت جلده.
العدسة
لم تكن فقط مفتاحًا للواقع الآخر، بل كانت تكشف الأكاذيب التي بنى عليها وعيه.
نهاية
الفصل الثاني 🧩👁️🗨️
بدأ
الخوف يتسلل إلى قلب ياسين. فماذا إن كانت العدسة تُعيد كتابة تاريخه؟ وماذا إن
كانت هذه الذكريات ليست له وحده؟
وما
علاقة اختطافه بالعدسة؟ ومن ذا الذي حاول محو تلك الذاكرة؟
الفصل الثالث: الانعكاس الأخير🧬
انكسار
الذات
🧍♂️
كانت
شقوق في المرآة تعكس وجوهًا غير وجهه. في كل مرة ينظر، يرى نسخة مختلفة من نفسه:
واحدة بعينين سوداويين، وأخرى بوجه معدني، وأخرى تصرخ دون صوت.
في قلب
هذا التشتت، بدأت العدسة تذوب في عينه، كأنها تُعيد تشكيل وعيه ليصبح شيئًا
جديدًا... أو شيئًا قادمًا.
المختبر
المحظور 🧪🚫
في
أرشيف "نوفا تك" السري، وجد ياسين ملفات تحمل اسمه... منذ كان رضيعًا.
وُجدت تقارير عن تجارب عصبية أُجريت عليه، بإشراف شخصية تُدعى "المهندس
الأزرق".
قرأ
بخوف: "المتطوع رقم 0 نجح في تفعيل النواة
البصرية الذهبية. قابل للعبور المتعدد. احتمال التهجين: 92%."
عقله
رفض التصديق. لكنه شعر أن شيئًا بداخله بدأ يصدق. العدسة لم تكن جهازًا... كانت
خلية. خلية حية.
نهاية
الفصل الثالث 🧠💣
خاف
ياسين أن يكون ما يراه ليس مستقبل البشرية، بل نهايتها. إن كان هو
"المفتاح"، فالبوابة لا بد أن تفتح قريبًا.
لكن
لمن؟ وأين سيقود الانعكاس الأخير؟
الفصل الرابع: العد العكسي 🧨⏰
دقات
الخطر الأخيرة ⏱️🕳️
بدأت
الرؤى تتسارع. لم تعد مقتصرة على الليل. بات يرى الطيف الذهبي في ضوء النهار،
ويسمع همسات بلغات غريبة في أذنه، حتى داخل صالة المحاضرات.
خشي
ياسين أن الزمن بدأ يتكسر. كل شيء من حوله بدا مشوهًا، كأن اللحظة لم تعد مستقرة.
في
اليوم التالي، استيقظ ليجد جدران منزله مغطاة برسوم طيفية لا يتذكر أنه رسمها:
دوائر متكررة، أعين مشرقة، وتاريخ محفور: 23/09/2097.
ساعة
التحول
🧬🌀
في
أعماق مختبر "نوفا تك"، وقف أمام مرآة الزمن — غرفة معدنية ضخمة بها
مرآة مستديرة كأنها عين كونية.
عند
وضع العدسة الذهبية، بدأت الآلة بالاهتزاز. على الشاشات ظهرت كلمات بلغة فضائية،
ثم ترجمها النظام:
"تم التفعيل... الجسر مفتوح... الكيان
قادم."
لم
يعرف إن كان هو الجسر، أم إن الجسر كان عقله ذاته.
اللحظة
الأخيرة 🌌🔚
في
اللحظة التي اخترق فيها الضوء جسده، رأى كل شيء: بدايات الحضارات، صراخ العوالم
المنهارة، أطياف البشر حين اختلطوا بالآلة، مستقبلًا حيث لا مكان للوعي البشري إلا
كصدى.
ثم...
سكون.
النهاية الصادمة 🔒👁️🗨️
استفاق
ياسين داخل جسمٍ ليس له، في عالم بلا ألوان، يطفو في الهواء وسط كائنات تنظر إليه
بانبهار. همس أحدهم: "لقد عاد... البوابة اكتملت."
لكن
عقله ظل يردد: من أنا الآن؟ وهل هذا هو المستقبل...
أم نهاية كل شيء؟
🔮 المستقبل خلف العدسة الذهبية... ليس وعدًا
بالتقدم، بل تحذير من أن بعض الأبواب لا يجب فتحها.